في ذكرى عيد الاستقلال.. خطوة أخرى أكثر دلالة في الكركرات
إذا كانت السياسة لغة الإشارات، فإنها تكون أكثر دلالة إذا ارتبطت بالمناسبات التاريخية، وأما والحالة هاته الذكرى هي عيد الاستقلال، والتي تصادف الخطوات الإيجابية التي قطعها المغرب في معبر الكركرات، بعد أن طوى صفحة الفوضى بالمنطقة، وأعاد تأمين المعبر، وعادت الحياة إلى طبيعتها، فلا بد أن تكون في خطوة تشييد مسجد في مركز الكركرات إشارات أكثر تعبيرا.
هذا على الأقل ما أكدته قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء هذا المساء، حينما أعلن عامل إقليم أوسرد عن انطلاق أشغال تشييد مسجد كبير في مركز الكركرات هذا الصباح، أي في الساعات الأولى من احتفال المغاربة بعيد الاستقلال.
في مركز الكركرات وليس في مكان آخر، هكذا تؤكد القصاصة، وتفيد أن المسجد الكبير سيرى النور في غضون 12 شهرا، على مساحة 3767 مترا مربعا، مكون من قاعة للصلاة خاصة بالرجال وأخرى خاصة بالنساء، وقاعات للوضوء ومئذنة وسكنا للإمام، وكل ذلك بكلفة تقدر بنحو 8.8 ملايين درهم.
وتأتي هذه الخطوة بعد التدخل الأمني للجيش المغربي لتحرير المعبر من حالات الفوضى التي تسببت فيها عناصر البوليساريو منذ 21 أكتوبر الماضي، والتي طويت إلى الأبد ليلة الخميس الجمعة الماضية، بعد أن تمكنت القوات المسلحة الملكية من إعادة الأمور إلى نصابها.
هي إذن خطوة نحو إعمار المعبر الحدودي الذي تعبره مئات الشاحنات يوميا إلى الجهة الأخرى حيث الديار الموريتانية، وهي أيضا بداية مرحلة أخرى بعد وقف أعمال الشغب التي دامت لأيام من طرف عناصر البوليساريو، والتي جاءت بعد العديد من القرارات والخطوات التي تلت وقف حالة الفوضى بالمعبر، خاصة اللقاء الذي عقده رئيس الحكومة بقادة الأحزاب السياسية، وأخيرا المكالمة الهاتفية التي أجراها الملك مع الأمين العام للأمم المتحدة، والتي حملت الكثير من الرسائل الواضحة، وعلى رأسها أن المملكة تحملت مسؤولياتها في إطار حقها المشروع تماما، وذلك بعد فشل كافة المحاولات المحمودة للأمين العام، خاصة وأن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها ميليشيات “البوليساريو” بتحركات غير مقبولة» … وأن المملكة تظل عازمة تمام العزم على الرد، بأكبر قدر من الصرامة، وفي إطار الدفاع الشرعي، على أي تهديد لأمنها وطمأنينة مواطنيها.