عتيق السعيد: استقبال قيس لزعيم البوليساريو عمل عدائي وغير مسبوق
قال المحلل السياسي عتيق السعيد، إن استقبال رئيس الدولة التونسية لزعيم الميليشيات الانفصالية يعد عملا عدائيا متعمدا وغير مسبوق في تاريخ العلاقات المغربية-التونسية كما يسيء بشكل عميق إلى مشاعر الشعب المغربي وقواه الحية.
وأوضح المحلل السياسي، في تصريح لـ “سيت أنفو”، أن هذا التصرف الذي نهجه الرئيس التونسي لم يكن الأول حيث سبقته مواقف وتصرفات سلبية تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا، وبالتالي دعوة الرئيس التونسي لزعيم الكيان الإرهابي في منتدى التعاون الياباني الإفريقي (تيكاد) يؤكد بشكل صارخ هذا التوجه العدائي.
بالرجوع الى منتدى “تيكاد” على مستوى طبيعة الوفود الرئاسية المعنية بحضوره، قال المحلل السياسي، لابد أن نستحضر أنه لا يمثل اجتماعا للاتحاد الإفريقي، بل هو إطار للشراكة بين اليابان والدول الإفريقية التي تقيم معها علاقات دبلوماسية، زيادة إلى أن المنتدى يندرج ضمن الشراكات الإفريقية، على غرار الشراكات مع الصين والهند وروسيا وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، وهي شراكات مفتوحة فقط في وجه الدول الإفريقية التي يعترف بها الشريك.
وأكد السعيد، أن قواعد الاتحاد الإفريقي وإطار عمله، التي يحترمها المغرب بشكل تام، لا تسري في هذه الحالة، أما بخصوص دعوة الكيان الانفصالي إلى منتدى تيكاد-8، قد تم الاتفاق منذ البداية وبموافقة تونس على أن تقتصر المشاركة على الدول التي تلقت دعوة موقعة من قبل كل من رئيس الوزراء الياباني والرئيس التونسي، ولذلك لم يكن من حق تونس سن مسطرة خاصة بتوجيه الدعوات بشكل أحادي الجانب ومواز وخاص بالكيان الانفصالي، وفي تعارض مع الإرادة الصريحة للشريك الياباني.
وقال المتحدث نفسه، أن تونس ادعت حيادها حول القضية الوطنية لكن واقع الحال يتناقض مع هذا الادعاء، حيث إنها تجاوزت منطق الحياد لتعلن بمواقفها العداء للمملكة المغربية وقضيتها، يتبين ذلك من خلال دعوة زعيم منظمة إرهابية تتموقع بالقارة الافريقية مدعومة من طرف النظام العسكري بالجزائر؛ قدمت لها الدعوة ضدا على رأي اليابان وفي انتهاك لعملية الإعداد والقواعد المعمول بها، بشكل أحادي الجانب، دعوة الكيان الانفصالي، كما أن بلاغ وزارة الخارجية التونسية الذي ينطوي على العديد من التأويلات والمغالطات لم يكن سوى محاولة ضعيفة وغير واقعية لتبرير الخطأ الديبلوماسي الفادح والخطير الذي قام به الرئيس التونسي.
وأضاف المحلل السياسي، أن تبني تونس للحياد يبقى متناقض مع تصرفاتها وقرارتها أخد بعين الاعتبار امتناع تونس المفاجئ وغير المبرر عن التصويت على قرار مجلس الأمن رقم 2602 الذي اعتمد في أكتوبر الماضي يثير شكوكا حقيقية ومشروعة بشأن دعمها للمسار السياسي ولقرارات الأمم المتحدة، أضف إلى ذلك أن تونس كانت منذ السنوات الأخيرة داعمة للأطروحات التي تروجها الجزائر سواء بشكل مباشر أو غير مباشر مخفي تحت شراكات وطالبات ديون مالية، جعلت النظام السياسي التونسي الذي يتزعمه الرئيس قيس ينحاز إلى الغموض والفعل المضاد أمام المغرب ومصالحه مع العلم أنه لا الحكومة التونسية ولا الشعب التونسي يعترفان بهذا الكيان الوهمي.
ارتباطا بذات السياق، قال عتيق، إن موقف الرئيس التونسي يؤكد وجود فجوة شرعية بين ما يقرره كرئيس وبين ما تتمسك به الإرادة الشعبية للشعب التونسي الشقيق الذي تؤكد المملكة المغربية على أن هذا القرار لا يؤثر، بأي شكل من الأشكال، على الروابط القوية والمتينة القائمة بين الشعبين المغربي والتونسي، اللذين يجمعهما تاريخ ومصير مشتركين.
وختم المحلل السياسي كلامه بالقول، يمكن القول أن الرئيس التونسي وضع مستقبل العلاقات الخارجية لتونس بدول القارة في موقف مشكوك منه، في الوقت الذي أصبح العالم يؤمن اليوم وقبل أي وقت مضى بأهمية التكتلات الدولية وأن قوة الدول تكمل في انضمامها الفعلي للتكتلات والاتحادات مع عدد من الدول لتعزيز تعاونها الاقتصادي وحماية مصالحها وأمنها الداخلي، هذا التوجه أصبح ضرورة في الوقت الحالي مع توالي الأزمات والجوائح والحرب الأوكرانية وغيرها من المتغيرات السياسية والاقتصادية العالمية، لكن يبدو واضحا أن الرئيس التونسي لم يستوعب واقع الحال وبالتالي يجر شعبه في أزمات أكبر مما هي عليه اليوم من اندثار الديمقراطية والانقلاب على الدستور والشرعية التونسية.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية