طلبة قاعديون ينسفون ندوة للنساء الاتحاديات بفاس وحنان رحاب توضح
أقدم طلبة فصيل النهج الديمقراطي القاعدي البرنامج المرحلي على نسف ندوة حول مدونة الأسرة نظمتها منظمة النساء الاتحاديات أمس السبت بفاس بتنسيق مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بفاس، وذلك بعد أن اقتحم الطلبة المدرج الذي احتضن الندوة، مرددين شعارات تطالب بوقف أشغال الندوة، وهو ما اضطر المنظمين لوقفها.
وقالت حنان رحاب رئيسة منظمة النساء الاتحاديات في تصريح لـ”سيت أنفو”، إن طلبة النهج القاعدي بفاس أوقفوا ندوة النساء الاتحاديات التي نظمت بتنسيق مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بفاس، وكانت تهدف لفتح النقاش مع الأساتذة والطلبة حول حقوق النساء بصفة عامة، ومدونة الأسرة بصفة خاص.
وأوضحت رحاب في تصريحها أن اقتحام طلبة فصيل النهج القاعدي بفاس للمدرج الذي كان يحتضن الندوة وإن نجح في توقيف أشغال الندوة للأسف، فإنه يقدم دروسا يجب الانتباه لها، حيث أكدت البرلمانية السابقة عن حزب الاتحاد الاشتراكي أنه رغم أن الفصيل نجح في نسف النشاط، إلا أنها، كرئيسة للمنظمة، اختارت النقاش معهم في محاولة منها لفهم دواعي هذا الاقتحام وأهدافه.
وأكدت حنان رحاب في تصريحها أنها لا تدعي أنها استطاعت إقناعهم بخطأ ما قاموا به، كما أنهم أيضا لم ينجحوا في إقناعها بصواب داوعي الاحتجاج وإيقافهم للندوة، أو بصوابية الشكل الذي عبروا من خلاله عن احتجاجهم، لكن على الأقل، نجح الطرفان في الاستماع لبعضهما البعض.
وأشارت إلى أنها ليست راضية على أننا وصلنا إلى مرحلة اعتبار كل من نختلف معه إما مخزنيا أو وصوليا أو خائنا، لكن رغم ذلك، فهي غير متفقة وبصفة نهائية مع طريقة الاحتجاج، عبر نسف الندوات، عوض الحضور والاستماع والتعبير عن الرأي وتناول الكلمة.
وتابعت أن طلبة الفصيل الذين أوقفوا الندوة ونسفوها، إنما هم طلبة يغلب عليهم الحماس، ولهم أحكام قيمة على من يخالفهم الرأي، ويسيرون وفق الأعراف التي وجدوها قبلهم عملا بمبدأ الوفاء.
ورغم نسفهم للندوة التي اتخذت من حقوق النساء ومدونة الأسرة موضوعا لها، إلا أن رئيسة منظمة النساء الاتحاديات، أكدت أن هؤلاء طلبة يحتاجون لمن ينصت لهم، حتى وأن اختلفنا معهم ورفضنا أسلوبهم ولغتهم، كما يحتاجون أيضا منا أن نصبر على اتهاماتهم وأن نتفهمها، تقول رحاب.
وزادت الاتحادية رحاب قائلة: “ذلك الحماس الذي شاهدته في إصرارهم على تنفيذ ما اتفقوا عليه، يعبر عن طاقة، سيكون من الأفضل توجيهها واستثمارها في النضال والدراسة معا، إذ يجب النضال من أجل تحسين وضعية التحصيل، خاصة التحصيل العلمي كذلك”.
وأكدت رحاب أن الجامعة يجب أن تكون مكانا لتبادل الآراء والتربية على الاختلاف، لا مكانا للصراع العنيف، أو نسف الندوات وتوقيف المحاضرات، ودعت الأحزاب السياسية أن لا تبقى منحصرة على المقرات، بل يجب أن تحاول أن تقوم بمجهود ولو بسيط، للإنصات للشباب في الجامعات والمعاهد وغيرها.
أما بخصوص استماعها للطلبة الذين نسفوا الندوة، فأكدت رحاب أنها غير نادمة على الحوار معهم، وأنهم عاملوها بكل احترام، وتمنّت لهم مسيرة موفقة سواء في مسارهم العلمي أو السياسي.