دعم دولي لمبادرة الحكم الذاتي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء
رئاسة مشتركة بين الرباط وواشنطن ومواقف تساند المغرب في قضيتها العادلة
انعقد بعد زوال اليوم الجمعة، عن بعد، المؤتمر الوزاري حول دعم خطة الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب، وهو المؤتمر الذي ترأسه كل من المغرب في شخص وزير الخارجية ناصر بوريطة، والولايات المتحدة الأمريكية في شخص دفيد شينكر مساعد كاتب الدولة في الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى.
هذا اللقاء، والذي حمل ثلاث رسائل، الأولى، أن مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يعتبر كأساس لحل دائم وواقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء، والثانية، مفادها أن هناك توجه دولي بدعم هذا المقترح، سواء على مستوى الأمم المتحدة، أو المواقف الوطنية لعدد من الدول وكذا في الميدان، عبر إقدام دول عديدة على فتح قنصليات لها بكل من العيون والداخلة.
أما الرسالة الثانية لهذا الحدث، فإن الموقف الأمريكي بخصوص مغربية الصحراء، عزز دينامية دعم مخطط الحكم الذاتي، علما أن هذا الموقف لم يأتي من فراغ، وإنما بناء على اتصالات هاتفية بين الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما أنه امتداد لموقف دائم عبرت عنه الإدارة الأمريكية، وسانده الكونغرس بشقيه الديموقراطي والجمهوري، كما أن الموقف الأمريكي أعطى دفعة قوية للمسلسل الأممي بإشراف حصري من لدن الأمم المتحدة.
هذا المؤتمر، والذي تم التحضير له في أسبوع فقط، عرف مشاركة 40 دولة تمثل القارات الخمس بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب، ومشاركة فرنسية، بما لها من حمولة ودلالة سياسية قوية، على اعتبار أن فرنسا عضو دائم لمجلس الأمن الدولي.
بوريطة : الحكم الذاتي هو السبيل الوحيد لحل نزاع الصحراء المفتعل
وفي كلمة له بالمناسبة، أكد وزير الخارجية ناصر بوريطة، أن هذا المؤتمر الوزاري ورغم أن الإشعار به كان في ظرف أسبوع، يشهد مشاركة 40 دولة، و30 وزيرا، مما يؤكد قوة مقترح الحكم الذاتي والدعم الذي أصبح يحظى به على المستوى الدولي، مذكرا بأن النزاع حول الصحراء قديم ويعود إلى الحرب الباردة، وأن الوضع القائم عرقل الإندماح الإقليمي.
وأضاف بوريطة، بأن الزخم الذي بات يعرفه الملف، من شأنه أن يضع حدا لهذا النزاع، بالنظر إلى التطورات على مستوى مجلس الأمن الدولي، ذلك وحسب المسؤول المغربي، فإن 17 قرارا من قرارات مجلس الأمن الدولي تدعم مخطط الحكم الذاتي والذي يعتبر حسب بوريطة، السبيل الوحيد لحل نزاع الصحراء المفتعل.
وعاد ناصر بوريطة إلى القرار الأمريكي، موضحا بشأنه بأن وزنه كان كبيرا داخل أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، مستحضرا مواقف الإدارات الأمريكية المتعاقبة من بيل كلينتون إلى إدارة دونالد ترامب، والتي ناصرت الطرح المغربي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء، كما أن الدعم الدولي للطرح المغربي، أصبح مترجم في المبادرات الدولية لفتح قنصليات في الأقاليم الجنوبية.
وقال بوريطة كذلك، إن الملك محمد السادس أوضح بأن خيار الحكم الذاتي هو الخيار الواقعي والوحيد الذي يمكنه إنهاء هذا النزاع المفتعل، والخيارات الأخرى عفا عنها الزمن، في إشارة منه لبعض من يدعي أن الاستفتاء هو الحل.
شينكر : الحكم الذاتي هو الخيار الوحيد لإنهاء صراع دام أزيد من 30 سنة
دفيد شينكر مساعد كاتب الدولة في الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، كشف أن رئيس الدبلوماسية الأمريكية مايك بومبيو، يدعم هذا المقترح، مضيفا بأن الحكم الذاتي هو الحل الواقعي والعادل ويبقى خيارا وحيدا لإنهاء صراع دام أزيد من 30 سنة، مؤكدا بأن كل المحادثات السابقة لم تفضي إلى شيء وعلى جميع الأطراف تبني مخطط الحكم الذاتي.
وأكد شينكر، أن الولايات المتحدة الأمريكية، تنخرط مع جميع الأطراف، من أجل مفاوضات، كما أن العدد الكبير المشارك في هذا المؤتمر، هو إشارة قوية إلى حكمة هذا المخطط وفرص نجاحه.
دعم دولي لمخطط مغربي قدم سنة 2007
خلال هذا المؤتمر، عبّر المشاركون عن الدعم القوي لهذا المقترح، حيث جاء على لسان وزير خارجية البحرين، أن هذا المؤتمر يؤكد أهمية حل النزاع لتحقيق الاستقرار في المنطقة، مضيفا بأن هناك زخم قوي في الشرق الأوسط لحل نزاعات مهمة ولتوفير الاستقرار للشعوب.
ولفت المسؤول البحريني، إلى أن الرباط والمنامة تحت قيادة العاهلين الملك محمد السادس والملك حمد بن عيسى، يتشاركان صداقات قديمة ويسعيان إلى توثيقهما، كما أن البحرين واصلت دعمها لمغربية الصحراء، وقالت علنا إن هناك وحدة للأراضي المغربية تحت سيادة المغرب، مرحبا بالقنصلية العامة لواشنطن في قلب الداخلة، ومذكرا بخطوة البحرين، والتي تهم افتتاح قنصلية لها بمدينة العيون، كما أن الحكم الذاتي يمهد الطريق إلى حل دائم للنزاع والبحرين ترحب بهذا الدعم الإقليمي والدولي الذي حظيت به هذه المبادرة، داعيا دول أخرى للانضمام إلى هذه الحركة الدبلوماسية
أما دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي مثلها وزير خارجيتها سمو الشيخ عبد الله بن زايد آله نهيان، فقد جدّدت التأكيد على دعم جهود المغرب، ومخطط حكم الذاتي، وكذا جميع الإجراءات والخطوات التي تتخذها المغرب في إشارة إلى العملية العسكرية بمعبر الكركارات، كما تؤيد مخطط الحكم الذاتي، حيث صرح الشيخ عبد الله بن زايد، بأن افتتاح قنصلية لأبوظبي بالعيون، يعد تجسيدا لهذا الدعم، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ستبقى كما هي العادة في طليعة المساندين لمواقف المغرب في ملف الصحراء المغربية، سواء على المستوى الدولي أو الأممي.
عبرت الدول الأخرى المشاركة في هذا اللقاء، على دعمها للوحدة الترابية للمملكة، ومخطط الحكم الذاتي، وهو دعم يعتبر انتصار للدبلوماسية المغربية، من خلال المواقف الوطنية التي عبرت عنها دول من مختلف قارات العالم.
وعرف المؤتمر مشاركة 40 دولة من بينها 27 ممثلة على المستوى الوزاري، وهي دول الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، مملكة البحرين، الإمارات العربية المتحدة، زامبيا، الغابون، غينيا، جزر القمر، غامبيا، غينيا بيساو، غينيا الاستوائية، مالاوي، الطوغو، ليبيريا، ساو طومي وبريسيبي، البنين، سان لوسيا، باربودا، هايتي، غواتيمالا، الدومينيك، باربادوس، جامايكا، مالديف، السالفادول، السينغال، قطر، العربية السعودية، كوت ديفوار، دجيبوتي، إسواتيني، الكونغو الديموقراطية، الأردن، عمان، فرنسا، مصر، غينيا الجديدة، طونغا، الكويت، اليمن، وبوركينافاسو.
وجاء في خلاصات الرئاسة المشتركة لهذا المؤتمر الوزاري أن المشاركين في هذا المؤتمر، الذي نظم بدعوة من المملكة المغربیة والولایات المتحدة الأمریكیة، وعرف مشاركة 40 دولة، من بینھا 27 ممثلة على المستوى الوزاري، التزموا بمواصلة دعوتھم لإیجاد حل على أساس خطة الحكم الذاتي المغربیة كإطار وحید لحل النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربیة.
وحسب الوثيقة ذاتها، التي قدمها دفيد شينكر، فإن المشاركين في هذا المؤتمر الذي انعقد تحت الرئاسة المشتركة للمغرب والولايات المتحدة، رحبوا بالمشاریع التنمویة التي تم إطلاقھا في المنطقة بما في ذلك في إطار مبادرة المغرب “النموذج التنموي الجدید للأقالیم الجنوبیة”.
وذكر المشاركون بإعلان الولایات المتحدة الأمریكیة الصادر في 10 دجنبر 2020 تحت عنوان “الاعتراف بسیادة المملكة المغربیة على الصحراء الغربیة”، والتي أكدت مجددا على دعم اقتراح المغرب الجاد وذي المصداقیة والواقعي للحكم الذاتي باعتباره الأساس الوحید لحل عادل ودائم للنزاع حول الصحراء. كما حث الإعلان المذكور الأطراف على الانخراط في محادثات بالتنسیق مع الأمم المتحدة دون تأخیر.
وأكد المشاركون في المؤتمر أيضا على أن الإعلان الرئاسي الأمریكي یعطي توجیھات للجھود المبذولة لدفع العملیة السیاسیة تحت الرعایة الحصریة للأمم المتحدة، بھدف التوصل إلى حل سیاسي دائم، بناء على مبادرة الحكم الذاتي كأساس واقعي وحید لحل النزاع حول الصحراء.
وسيعزز الإعلان الأمریكي الإجماع الدولي لدعم العملیة السیاسیة تحت الرعایة الحصریة للأمم المتحدة. وسلط المؤتمر الضوء على قرار عشرین دولة عضوا بالأمم المتحدة فتح قنصلیات عامة في مدینتي العیون والداخلة المغربیتین، معتبرا أن مثل ھذه الخطوات ستعزز الفرص الاقتصادیة والتجاریة للمنطقة، وستدعم دور منطقة الصحراء كمركز اقتصادي للقارة بأكملھا وإحراز تقدم نحو التوصل إلى حل سیاسي نھائي لھذا النزاع الذي طال أمده.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية