خبير يكشف خطورة انتقاد حامي الدين للملكية بالمغرب
لا تزال الخرجة المثيرة للقيادي في حزب العدالة والتنمية، عبد العالي حامي الدين، والتي انتقد فيها النظام الملكي، تثير الكثير من ردود الفعل، من قبل باحثين ومهتمين بالشأن السياسي خصوصا وبالشأن العام عموما، بغرض الوقوف على خلفيات ما عبر عنه حامي الدين من موقف إزاء الملكية، خاصة وأن حزب المصباح معروف بولائه التام للنظام الملكي بالمغرب.
الخبير في الشأن السياسي، صبري لحو، قال إن مداخلة حامي الدين، خلال الندوة الوطنية الأولى للحوار الداخلي لحزب العدالة والتنمية، تُعبر عن موقف بعض ” صقور” العدالة والتنمية، مشيرا إلى وجوب التعامل مع ما قاله الأخير بـ ”كثير من الحذر والحيطة في فهم دواعي ميلادها وعلل وجودها”.
وأوضح أن حامي الدين من رجالات حزب العدالة والتنمية الذي لم ينجح في تفادي الانتقادات الآتية من كل الجبهات، موضحا أن الرجل كان ابنا للحركة الإسلامية داخل رحاب الجامعة في سياق تميز باحتدام الصراع بين الدولة واليسار الذي كان يحتكر الجامعة من خلال واجهة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، المعروف بمواقفه الصلبة والجذرية في أحايين كثيرة.
وأمام ذلك الصراع المحتدم بين الدولة واليسار، يوضح صبري لحو، كانت الايديولوجيا الإسلامية توظف من أجل فرملة اليسار، وبغية ضبط ايقاعات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، الذي كان فضاء للجدل السياسي العميق .
وفي ظل سياق الجدل وضبطه؛ كان حامي الدين عنصرا نشيطا في صفوف الحركة الاسلامية، وما يزال ملف أيت الجيد كابوسا وشاهدا وصكا للاتهام يطارد الرجل أمام القضاء، يطفو على الواجهة أحيانا ويخبو لفترة غير أنه يأبى النسيان، يضيف لحو.
واستبعد المحامي بهيئة فاس، أن يكون موقف حامي الدين من الملكية ”مجانيا دون تكتيك مضبوط ومحكم بقواعد اللعبة المؤطرة لحزب العدالة والتنمية.
وأوضح أنه يجوز التساؤل حول خلفيات الموقف الذي عبر عنه حامي الدين ؟ ولماذا اختيار هذا الوقت بالذات ؟ ولماذا ثم الربط بين الملكية وإعاقة التنمية؟ وكيف تم الربط بين الملكية وابن كيران ؟.
وأجاب قائلا ”إن مثل هذه الأسئلة تستند الى مرجعية حزب العدالة والتنمية المرتبطة بتجربة الحركة الاسلامية التي تعتمد على مفهوم “التقية ” كمفهوم استراتيجي يضبط مختلف تكتيكات الفعل السياسي، و التقية تعني اظهار عكس ما تضمر الروح من مواقف، في انتظار السياق المناسب من أجل البوح وتسويق المواقف الحقيقية التي ظلت مستترة لعقود تحت سلطة التقية .
وأوضح صبري لحو، أنه يجوز تعميق النقاش في فحوى الموقف من الملكية والذي عبر عنه حامي الدين، ”خاصة أمام ارتفاع الصيحات في بعض ربوع الوطن بشكل يسمح بوضع فرضية مفادها ؛ هل الملكية مستهدفة ؟”، موضحا أن مثل هذا السؤال لا يخلو من ”مكامن قوة سيما اذا تم استحضار الدفاع المستميت عن شخص ابن كيران باعتباره القادر على مجابهة الملكية، على حد قول حامي الدين!”، وعلق لحو قائلا ” اجزم أن الرجل قد عبر عن موقف خطير ازاء الملكية، ببساطة لان الموقف يعتمد تكتيك التقية لمراوغة الملكية في انتظار نضج الشرط الموضوعي ( السياق ينتج المعنى كما يقول المناطقة”.
وزاد لحو موضحا ” مهما كانت مبررات الخطاب و مسوغاته فإن الخلفية واضحة ، والمبدأ حيال الملكية يبقى ظرفيا جامحا، اننا امام موقف يُحسب على حامي الدين، على وجه التحديد، وعلى تيار ابن كيران بشكل عام ”.
وشدد على أنه إذا كانت ورقة الحزب خلال اعداد دستور 2011 أقرب الى ما صرح به حامي الدين، فإن ”توجيه الاتهام مباشرة للملكية؛ وبتلك الطريقة العجيبة، يثير اكثر من علامة استفهام، ويدفع الى شرعنة استحضار الخطر المحدق بالمغرب بسبب دسائس الغرب من جهة، وبسبب استئساد خطاب التقية من لدن الحزب الاغلبي داخليا لتحقيق مآرب شخصية”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية