خبير في الشؤون العسكرية يكشف أهمية زيارة الجنرال مايكل لونغلي للمغرب
كشف عبد الرحمان مكاوي، الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، أهمية الزيارة الرسمية التي يقوم بها الجنرال مايكل لونغلي، قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، للمغرب يومي 17 و18 أكتوبر الجاري، والتي استُقبل فيها من طرف الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بإدارة الدفاع الوطني، والجنرال دوكور دارمي المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قائد المنطقة الجنوبية.
وقال عبد الرحمان مكاوي، في تصريح لـ”سيت أنفو”، إن زيارة الجنرال مايكل لونغلي للمغرب، تأتي في لتبادل المعلومات والخبرات وكذلك لبرمجة التعاون الأمني لمحاربة الإرهاب وكذلك للتباحث في المستجدات الجيوستراتيجية التي تشهدها المنطقة الجنوبية، خاصة وصول ميليشيا “فاغنر” الروسية إلى حدود موريتانيا، والتي أصبحت الآن في صراع مباشر مع القوات الفرنسية والغربية.
وأوضح الخبير في الشؤون العسكرية، أن هذه الزيارة هي مناسبة لتبادل الآراء والتباحث في برجمة اقتناء المغرب أسلحة جديدة من الولايات المتحدة الأمريكية، الحليف التاريخي والاستراتيجي للمملكة المغربية، خاصة بعدما رفعت الجزائر من ميزانية دفاعها سنة 2023 إلى مستوى لا يسبق لها في التاريخ، حيث بلغت هذه الميزانية حوالي 23 مليار دولار (22.700 مليار دولار)، وهو ما يشكل ربع ميزانية الدولة الجزائرية على حساب قطاعات اجتماعية واقتصادية كارثية تعرفها الشقيقة الجزائر، بحسب مكاوي.
وأضاف مكاوي، أن الارتفاع المفاجئ لميزانية الدفاع أو وزارة الجنرالات، قد يتبعه مذاكرات بين الجنرال مايكل لونغلي، قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، والسلطات العسكرية المغربية وعلى رأسها الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بإدارة الدفاع الوطني، والجنرال دوكور دارمي، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قائد المنطقة الجنوبية، وقد تكون للجنرال مايكل لونغلي حسب موقع “أفريكوم” بعض الزيارات للمنطقة الجنوبية وهذا غير مؤكد، يقول مكاوي
وأشار مكاوي، إلى أن المنطقة الجنوبية ملتهبة ومشتعلة ومهددة بعدة مخاطر، منها الإرهاب والانفصال والعلاقة بينهما، فضلا عن رفع الجزائر لميزانية دفاعها بشكل مخيف (تقريبا 23 مليار دولار)، مبرزا أن الوضع الأمني لا يبشر بخير نظرا لتواجد ميليشيا فاغنر الروسية والتي تهدد حدود شمال إفريقيا، حيث توجد في ليبيا ومالي وهي قريبة من الحدود الموريتانية ولا يستعبد أن تكون متواجدة في المنطقة العسكرية السادسة بتامنراست.
جدير بالذكر، أنه بتعليمات سامية من الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، استقبل الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بإدارة الدفاع الوطني، أمس الاثنين بمقر إدارة الدفاع الوطني، الجنرال مايكل لونغلي، قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، الذي يقوم بزيارة رسمية للمملكة يومي 17 و18 أكتوبر الجاري، على رأس وفد هام.
وذكر بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، أن المسؤولين عبرا عن ارتياحهما لكثافة وجودة علاقات التعاون الثنائي، من خلال تنظيم دورات تكوينية وتبادل التجارب عبر الانعقاد المنتظم لتمارين مشتركة، لاسيما “الأسد الإفريقي”، الذي يظل أفضل تجسيد للتوافق العملياتي لقوات البلدين.
وفي اليوم نفسه، وبتعليمات سامية من الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، استقبل الجنرال دوكور دارمي المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قائد المنطقة الجنوبية، الجنرال مايكل لونغلي، قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم).
وخلال هذا اللقاء، بحث الجنرال دوكور دارمي المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد (أفريكوم)، مختلف جوانب التعاون بين القوات المسلحة الملكية و(أفريكوم)، ولاسيما في مجالي التكوين وتبادل التجارب.
كما بحث المسؤولان التنظيم المشترك بالمغرب لتمارين عملياتية على غرار “الأسد الإفريقي”، معبرين عن ارتياحهما لنجاح الدورات السابقة والخبرة التي حققتها القوات المسلحة الملكية.
وأكدا، بالخصوص، على المؤهلات التي يمتلكها المغرب سواء الجغرافية أو العملياتية للتخطيط والدعم اللوجيستي، والتنظيم، بالمغرب، للدورات المقبلة لـ “الأسد الإفريقي”.
وبهذه المناسبة، أبرز الجنرال دوكور دارمي المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد (أفريكوم)، الدور الحاسم للمغرب كفاعل رئيسي من أجل السلام والاستقرار، قادر على رفع التحديات الأمنية المتعددة بإفريقيا، كالجريمة العابرة للحدود، والاتجار في المخدرات، والاتجار بالبشر، والتواطؤ بين الانفصال والإرهاب.
وفي ختام هذه المباحثات، زار الجنرال لونغلي مديرية التاريخ العسكري، حيث تجري تحضيرات مغربية أمريكية لتخليد الذكرى الـ80 لعملية “تورش”، المرتقب تنظيمها في نونبر 2022، بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط وعلى مستوى المفوضية الأمريكية بطنجة.