تفاصيل اللقاء الأول بين الملك محمد السادس والراحل عبد الرحمان اليوسفي

لم يكن يوم أمس عاديا، على الأقل بالنسبة للذين رافقوا عبد الرحمان اليوسفي في مسيرة سياسية امتدت لسنوات.

كان المشهد مؤلما، من المستشفى إلى مقبرة الشهداء، وكانت تفاصيل الرحلة التي بدأها زعيم الاتحاد الاشتراكي قبل عقود تتواتر على جنبات الجنازة التي لم يكتب أن يحضرها كل رفاقه بسبب الجائحة، من المقاومة وجيش التحرير إلى المنفى والعودة للمغرب وبداية مشوار سياسي مختلف مع حكومة التناوب التوافقي.

رحل عبد الرحمان اليوسفي وترك خلفه كثير من البصمات في المغرب السياسي الحديث، جزء من هذا التاريخ يتواتره رفاقه الذين رافقوه في مسيرة السياسة والحزب في المغرب وخارجه، وجزء آخر حكاه لرفيق دربه امبارك بودرقة الشهير باسمه الحركي عباس في مذكراته « أحاديث في ما جرى »، وجزء من هذا الذي جرى لا بد أن يكون مهما، خاصة إذا تعلق الأمر باللقاء الأول الذي جمعه بالملك محمد السادس.

تعرفت إلى صاحب الجلالة الملك مـحمد بن الحسن يوم فاتح ماي 1992 لما دعانا صاحب الجلالة آنذاك، الملك الراحل، الحسن الثاني لحضور أول اجتماع لأحزاب الكتلة الخاص بمناقشة عمل لجنة التحكيم للتحضير للانتخابات، يقول عبد الرحمان اليوسفي في المذكرات، ويضيف: «وقدمني صاحب الجلالة إلى ولي العهد آنذاك وشقيقه، وأذكر أنه قدمني لهما مازحا، “هذا أكبر مهربي السلاح” ،وحكى لهم كيف أني وعلى الرغم من أنني كنت مريضا، إلا أنني كنت أحمل السلاح تحت لباسي في عهد المقاومة من أجل عودة الملك الشرعي للبلاد».

ويضيف اليوسفي في نفس المذكرات :«أذكر أن الأمير سيدي محمد قد سألني إن كانت تربطني مع صاحب الجلالة نفس علاقات الصداقة التي كانت تربطه مع عبد الرحيم بوعبيد فأجبته ” :ليس إلى هذا الحد”، لأن عبد الرحيم بوعبيد كانت تربطه علاقات متينة مع صاحب الجلالة ،سواء قبل الاستقلال أو بعده، بل وتوطدت أكثر من خلال تعاملهما في إطار الحكومات المتعاقبة .أما أنا ،فكانت آخر مرة التقيت فيها جلالته في نهاية شهر أبريل  1965. وبحكم الغربة والمنفى وظروفي الخاصة ،لم ألتقه إلا بعد مرور 27سنة».

لقد استمر حبل التواصل بيننا ولا يزال، يسترسل اليوسفي، إلى غاية كتابة هذه المذكرات، حتى عندما قدمت استقالة الاعتزال نهائيا من الحزب والنشاط السياسي، حيث بعث لي جلالته برسالة شخصية عبر فيها عن مشاعره تجاه ما أسديته لبلادي طيلة مساري السياسي: «كان يستدعيني كلما سمحت الظروف للمشاركة في أفراح العائلة الملكية، أو بعض اللقاءات الرسمية أو مع بعض الرؤساء أو الأصدقاء المشتركين، وفي بعض الحالات مع عائلته الصغيرة. كما عرض َعليّ القيام ببعض المهام من حين لآخر، وكان يلح على أن لا يكون لي أي حرج في قبول هذه المهام أو الاعتذار عنها، كما حدث مثلا في نهاية سنة 2003 عندما عرض علي تحمل رئاسة هيئة الإنصاف والمصالحة، وأنه يترك لي الرد بما يريحني ».

ويصل الراحل اليوسفي إلى الحدثين البارزين الذي طبع مساره في العلاقة مع ملك البلاد، الأول يتعلق بتدشين شارع رئيسي باسمه بمدينة طنجة مسقط رأسه وبحضور الملك:« كان حضوره الشخصي لتدشين الشارع الذي يحمل اسمي بمدينة طنجة مسقط رأسي، وهي الالتفاتة التي جاءت في إطار إحياء الذكرى السابعة عشرة لعيد العرش يوم 30يوليوز ،2016حدثا غير مسبوق في تاريخ المغرب ترك أثره بليغا في نفسي وأنا ممنون لجلالته على تلك المبادرة السامية».

والحدث الثاني يتعلق بزيارته من قبل الملك محمد السادس بمستشفى الشيخ خليفة بالدار البيضاء:«كما أنه شملني رعاه الله، في شهر أكتوبر 2016 برعايته الملكية والإنسانية الرفيعة ،إثر الوعكة الصحية التي ألمت بي ،حيث أمر جلالته بنقلي إلى مستشفى الشيخ خليفة بالدار البيضاء، وكان يتابع بدقة (عن طريق الفريق الطبي المكلف) تفاصيل وضعيتي الصحية .كما قام جلالته بزيارتي شخصيا ،في ظرف أسبوع واحد مرتين ،ليطمئن علي، قبل أن يسافر في
مهمة إلى خارج الوطن، وعين إلى جانبي مساعدة طبية ،تشرف على تتبع حالتي الصحية والسهر على متابعة العلاج ،والحرص على استمرار متابعة ومراقبة الأطباء وأنا شاكر له هذه الالتفاتة الإنسانية السامية».

 

 


بسبب العطلة المدرسية.. بلاغ هام من الشركة الوطنية للطرق السيارة

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى