بن كيران: سيخيب ظن من يعتقد أن حزب العدالة والتنمية سيموت
قال عبد الاله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن هذا الأخير مر بالعديد من الفتن، والتي مازالت مستمرة ولم تنتهي بعد، مشككا أن يكون أحدا نجا منها نجاة كاملة، مشددا على أن المسؤولية الثقيلة التي يتحملها كأمين عام للحزب، تسائله الاجتهاد أن يخرج من المجموعة البشرية التي يقودها أفضل ما يمكن أن يخرج منها.
وقال ابن كيران، في الكلمة التي ألقاها اليوم السبت بالمعمورة ،خلال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، إن المسار الذي ساره مع إخوانه، حتى قبل أن يتكون “البيجيدي” مسار طبعته الكثير من الايجابيات، وأنه كان من الممكن أن يستقر بهم هذا المسار في متاهة من متاهات التاريخ، مقرا بأن الشبيبة الاسلامية مسارها كان جد سلبي ” وهذا تاريخ لا يجب أن ننكره، هذه السلبية ما زلنا نؤدي ثمنها الى الان، رغم أنه لم تكن لنا علاقة به ولم نساهم فيه، لكن كنا محسوبون ومنتمون له”، موضحا ” عملنا في إطار السرية، اشتغلنا خارج القانون، وخرجنا من منطق العنف، ودخلنا للحياة العامة، وللاعلام والحياة الثقافية والاجتماعية وانخرطنا في العمل الاحساني (أول من كان يوزع الخرفان والأدوات المدرسية)، ثم أخيرا دخلنا العمل السياسي، وفي كل هاته المراحل كان المسار مدعاة للافتخار، والاعتزاز بالأثر الحميد الذي كان لنا في المجتمع”.
وأضاف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن في كل مراحل الحزب كانت ” يد الله ترافقنا وتقوي من عزائمنا، وتنجينا، ولم نقع فيما وقعت فيه بعض الحركات السياسية التي كان لها نفس المنشأ إلا أنها قامت بأخطاء سياسية قاتلة”، وزاد موضحا ” خلال هذا المسار عشنا جميعا الكثير من اللحظات الصعبة، وكنا كل مرة نخرج بسلام من معاركنا”، لكن هذه أول مرة أعيش فيه ما أعيش أنا شخصيا، ورأيته أمامي، وخشيت على حزبي، ووصلت في كثير من الاحيان إلى اليأس، لكن شيئا فشيئا استرجعت الثقة وبدأت أتنفس الأمل”، مذكرا بالمراحل الانتخابية التي حقق فيها “البيجيدي” نتائج مبهرة، قال عنها بن كيران أنها لم تكن منتظرة، بدءا من انتخابات 2011 إلى انتخابات 2015، هذه الأخيرة ” لم اكن مرتاحا يوم الاقتراع، لأن الطرف الآخر كان مستهدفنا بكل صراحة، وإذا بالعكس هو الذي حدث، وحصلنا على نتائج باهرة”.
وشدد بن كيران، أن شعورا قويا يسيطر عليه لكي ” يوصل الأمانة إلى بر الأمان، وأن نجتهدجميعا حتى نصل إلى يوم المؤتمر، ويختار الاخوان قيادة جديدة، ذات مشروعية جديدة، وما وقع في هذه المرحلة لم يكن كله جميلا، ففي المرحاة الأولى للمجلس الوطني السابق كنا أمام تحدي كبير، إلا أننا وفقنا من جديد، وانطلقنا مجددا، وها نحن اليوم على بعد أسبوعين على المؤتمر الوطني، الذي يضعنا أمام تحدي وحيد وهو الأهم: إنجاح المؤتمر، بعد ذلك كل أمر يهون، فحزبنا جسد سليم، وأبناؤه ملتزمون وسيلتزمون بقواعده، يمكن أن نختلف، ويمكن أن يؤذي بعضنا البعض بالكلام، لكن أبدا لم نصل درجة الانحراف التي نخاف معها على مستقبل حزبنا، وحتى الاخوان الذين مالوا يمينا أو يسارا، في وقت المعقول، وعندما يستشعرون بالخطر يهدد حزبهم سيعودون للقواعدالمبنية أساسا على النية الحسنة، فمقصودنا جميعا هو مصلحة البلد والحزب وكذا مصلحة ذواتنا”.
وخلص عبد الاله بن كيران إلى أن الأمور التي عليها خلاف ستحسم بطريقة سيقبلها الجميع، وسينطلق “البيجيدي” انطلاقة جديدة، وسيخيب ظن من يعتقد أن حزب العدالة والتنمية سيموت، ” حزبنا بإذن الله لن يموت، سيستمر مهما كان، لأنه حزب مبني على أسس متينة، يمكن أن يموت في المستقبل لكن ليس الآن وهو مازال في عز شبابه، فالله رزقنا من المناعة ما سيمكننا من تجاوز هذه اللحظات الصعاب”.
وناشد أعضاء حزبه بنسيان الماضي، والتوجه نحو مستقبل، وطالب ان يتجاوز البعض للبعض الاساءات ” فانا شخصيا اسامح كل شخص اساء إلى وأطلب منكم جميعا مسامحتي ان اخطأت في حقكم، وعلينا ان نعالج اليوم مشاكلنا الداخلية كرجال كبار، يحملون مبادئ ومثل عليا، وعليهم ان يعطوا الدليل على ان الامور عندهم مرتبة، حتى نحافظ جميعا على العنصر الاصلاحي لبلدنا، ولأمتنا العربية والاسلامية”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية