بنعبد الله: المغرب في مواجهة وضع خطير وعليه القيام بهذه العملية لمواجهة البوليساريو
شدد محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، على أن المغرب اليوم ، وفي هذه الظرقية الصعبة، في أمس الحاجة إلى تقوية وتمثين الجبهة الداخلية، وإحداث نفس ديمقراطي جديد، معتبرا إياهما مدخلا رئيسيا لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه المملكة، داعيا في نفس الوقت إلى ضرورة تقوية الأحزاب السياسية وتمكينها من استقلالية قراراتها السياسية، شريطة أن تكون أحزابا محترمة وذات مصداقية.
وأوضح نبيل بنعبد الله، في حوار مطول، خص به موقع ” سيت أنفو”، سينشر لاحقا، أن ما يواجهه المغرب من تحديات داخلية واستفزازات خارجية، يستدعي إجماعا وطنيا قويا، وشعبا معبئا وموحدا، وجبهة داخلية صلبة، مع إعطاء الديمقراطية المغربية معنى أقوى وأعمق، والعمل على الرفع من شأن الأحزاب السياسية المغربية، وإعادة الاعتبار لها، والكف عن تشويه صورها، وإلصاق كل التهم بها، وجعلها شماعة تعلق عليها كل الاخفاقات والتراجعات.
وبخصوص الاستفزازات الأخيرة لجبهة البوليساريو في المنطقة العازلة، قال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن المغرب في مواجهة وضع خطير ، إزاء مساعي الانفصاليين إخراج المملكة من منطق الحل السياسي السلمي، والدفع به إلى خيارات أخرى، طالما المغرب حاول تفاديها بحكمة وتبصر، تحت القيادة الرشيدة لعاهل البلاد، مشددا على أن البوليساريو بمحاولتها وضع مخطط جديد قائم على ” أراضي محررة مقابل أراضي مستعمرة”، المغرب ” لن يجد بدا من القيام بعملية، لا نقول الحرب، وانما عملية من أجل “تشطيب” على ما هو موجود، ونحن على استعداد تام لذلك، وإن كنا نتفادى أقصى ما يمكن أي تصعيد ممكن أن تنتج عنه حرب” يؤكد بنعبد الله.
وأشار ذات المتحدث إلى موقف حزبه الداعم لأي خطوة سيقدم عليها المغرب للحفاظ على وحدته الترابية وسيادته الوطنية، “موقفنا عبرنا عنه أثناء الاجتماع الذي انعقد مع رئيس الحكومة يوم الأحد الماضي وكذلك خلال اجتماع، لجنة الخارجية بالبرلمان بحضور وزيري الداخلية والخارجية، حيث وقفنا عند هاته الاستفزازات الخطيرة والمتكررة والمتواصلة منذ زمن بعيد، وبالأخص منذ السنة الماضية في “الكركرات”، حيث سعت البوليساريو إلى إيجاد موطن فقدم في المنطقة العازلة، محاولة تغيير الواقع القائم، وتقديم طرح جديد مفاده أن البوليساريو لم تعد موجودة في تندوف وإنما أيضا في المنطقة العازلة التي أصبحت بالنسبة للإنفصاليين أراضي محررة، مقابل الاراضي الموجودة خارج “السور”، والتي هي أراضي مستعمرة، هذا هو الطرح الذي يحاول الانفصاليون تقديمه”.
ووصف بنعبد الله هذا الطرح ب ” الخطر الحقيقي والتحول الكبير”، مشددا على صوابية أي قرار مغربي سيتخد لمواجهة هاته الاستفزازات، “فهم يريدون جعل من “بئر لحلو” عاصمة لهم، والأمم المتحدة” تتفرج” على ما يجري، ولكن هذا غير ممكن بالنسبة لنا، لذلك المغرب على صواب عندما يتعين أن يواجه هذه الاستفزازات، أمام عجز الأمم المتحدة والمينورسو والدول العظمى، والتقدم والاشتراكية لا يمكنه إلا أن يكون مساندا لأي مبادرة ستقدم عليها الدولة المغربية، للحفاظ على كينونتها وعلى سيادتها ووحدتها الترابية”.
وأوضح ذات المتحدث أنه “عندما تعامل المغرب بتريث حيال مشكل “الكركرات” السنة الماضية، في الوقت الذي كنا نحضر فيه للرجوع الى الاتحاد الافريقي، بقرارات حكيمة من صاحب الجلالة، حذرنا ونبهنا الأمم المتحدة، لكن لم يحدث أي رد فعل، واستمرت الاستفزازات، ورغم خروج البوليساريو في آخر لحظة من الكركرات، الا أنهم لازالوا يوميا يدخلون إليها، إذ دفنوا عبد العزيز هناك، ويحاولون تشييد مقر ما يسمونه بوزارة الدفاع وآخر لرئاسة الجمهورية، يستقبلون السفراء…، وهنا أصبحنا في وضعية خطيرة، لا يمكن للمغرب السكوت حيالها، لهذا اذا لم تتحمل الأمم المتحدة مسؤوليتها للتشطيب على الأمور الموجودة هناك، آنذاك المغرب سيكون مجبرا على سلك خيار آخر، وإن كان متشبت حتى اللحظات الأخيرة بالحل السياسي والسلمي في اطار مقترح الحكم الذاتي الذي تتبناه الأمم المتحدة”.
وبخصوص الاختلالات التي عرفها تدبير ملف الصحراء المغربية، على مدى الأربعين سنة الماضية، اعتبر نبيل بنعبد الله أنه “ليس هناك أي ملف يدبر مائة في المائة بدون أخطاء، فهذا ملف له ما يزيد عن الأربعين سنة، حققنا فيه في بعض اللحظات تراجعات، كما حققنا في المقابل مكتسبات كثيرة”، نافيا أن تكون جهة ما احتكرت تدبير الملف دونما أي إشراك لباقي الهيئات الوطنية الفاعلة ” فمنذ البدء ملف الصحراء تم تدبيره على مستوى القصر، لما كان الملك الراحل الحسن الثاني يدبر هذا الموضوع، كان يشاور مع أطراف أخرى، بما فيها الأحزاب السياسية، ولكن نظرا لكون الموضوع يهم الوحدة الوطنية والتراب الوطني، طبيعي أن يدبر، وطبقا للدستور، من قبل صاحب الجلالة، ومن يناقش ذلك، لديه خلل ما، فالضامن للسيادة الوطنية هو عاهل البلاد، الذي هو في نفس الوقت رئيس الأركان العامة، وبالطبيعي لابد أن يكون له دور أساسي على هذا المستوى”، مردفا ” ومع ذلك، نحن ندعو، بالموازاة مع ذلك، إلى التشاور وإشراك الأحزاب السياسية، وإن كانت هاته الأخيرة، في ملف الصحراء، لا يمكها أن تعطي إلا الرأي والاستشارة والعمل على تعبئة الرأي العام الوطني، لكن شريطة أن تكون هاته الأحزاب محترمة وذات مصداقية واستقلالية و تكون ” معززة مكرمة”.
ودعا الأمين العام ل PPS إلى إجماع وطني ووحدة شعبية قوية وتلاحم لكافة القوى الوطنية “خاصة إذا كنا بصدد عملية تصعيدية، خاصنا نكونو متحدين وخاص شعبنا يكون معبئ، وخاص الاجماع الوطني يكون قوي، ولهذا الغرض لابد من تفعيل دور الأحزاب السياسية، واعطائها مكانة أقوى سواء على مستوى الديبلوماسية الموازية أو في حشد الطاقات الوطنية وتعبئتها، أو على مستوى إحداث طفرة وإعطاء نفس ديمقراطي جديد، بمعنى بقدر ما سنقوي الجبهة الداخلية ونعطي للديمقراطية المغربية معنى أقوى، ونرفع من شأن المؤسسات والاحزاب السياسية، ونمضي ضمن نموذج تنموي قادر على إنتاج الثروات، ويعطي دفعة جديدة للنمو في المملكة، بقدر ما نحن في حاجة إلى السعي كذلك نحو توزيع عادل للثروات بعدالة اجتماعية ومجالية، حتى يمكن تفادي مشاكل كتلك الحاصلة في جرادة وتنغير والحسيمة وزاكورة ومناطق أخرى، فبقدر ما سنذهب في هذا الاتجاه، بقدر ما سنجد المواطن المغربي مدافعا عن مكتسباته، عن وطنه وعن نموذجه التنموي، وعلى العدالة الاجتماعية التي ستكون موجودة في وطنه آنذاك” يضيف بنعبد الله.