بنشماش يدعو إلى “حوار داخلي” لدفع “الجرار” نحو الفوز في “السباق الانتخابي”
دعا حكيم بن شماش، الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، إلى مباشرة حوار داخلي، موسع ومثمر داخل البام بالنظر للسياق الذي اعتبره جد ملائم ومحفز، وذلك من أجل المساهمة في التعبئة المطلوبة لخوض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، بالقوة والتماسك المطلوبين، وإنضاج الشروط الضرورية لعقد دورة ناجحة للمجلس الوطني، حتى يتسنى للحزب مباشرة مهامه التنظيمية والسياسية بالفعالية المطلوبة والحماسة المنتظرة.
جاءت هذه الدعوة عبر نداء وجهه الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة لمناضلات ومناضلي حزب الأصالة والمعاصرة، معربا من خلاله عن أسفه لما ” نعاينه من خفوت في وهج حزبنا، حزب الأصالة والمعاصرة، سياسيا واعلاميا وبرنامجيا”، منتقدا في ذات الآن حزب العدالة والتنمية لما ” اقترفه، خلال ولايتيه المتتاليتين، من سياسات وقرارات أدت إلى بوار الأوهام التي سوقها سرابا للناخبات والناخبين منذ عشر سنوات خلت”.
وجاء في نداء بن شماش أنه ” في ظرفية دقيقة، متسمة بجسامة التحديات التي تواجهها بلادنا، على جادة التحول الطموح إلى بلد صاعد اقتصاديا واجتماعيا وجيوسياسيا، وبالصمود في وجه آثار وتداعيات جائحة كوفيد-19، وفي لحظة تقييم أداء الحزب الأغلبي لما اقترفه، خلال ولايتيه المتتاليتين، من سياسات وقرارات أدت إلى بوار الأوهام التي سوقها سرابا للناخبات والناخبين منذ عشر سنوات خلت”، داعيا إلى ” فتح أفق حزبي جديد، وخلق مناخ إيجابي قادر على احتضان كل طاقات وقدرات الحزب التنظيمية والسياسية باحتكام صارم لمنطق التدبير المؤسساتي الديمقراطي المنفتح والشفاف”.
وعبر بن شماش، عبر ندائه، عن ” الأسف لما نعاينه من خفوت في وهج حزبنا، حزب الأصالة والمعاصرة، سياسيا واعلاميا وبرنامجيا، في سياق تهيأت وتتهيأ فيه الكثير من فرص ممارسة فعل حزبي بديل ناضج ومتجاوب مع انتظارات القاعدة العريضة من المواطنين، فعل يعبر عن جوهر المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي، وعن ماهية الحزب وكينونته وعلة وجوده كعرض سياسي وطني، والتي لا يمكن، مهما بذل من مساعي، تحريفه”، موضحا أن ” الأسف المعبر عنه، في هذا النداء، لا يروم الالقاء باللائمة على جهة في حزبنا بعينها، ذلك أن فضيلة النقد الذاتي تدفعنا إلى التقدير بأن نكون متحملين لقسط من المسؤولية فيما آل اليه وضع الحزب”.
لذلك، يقول بن شماش في ندائه “وبما أننا معنيون بشكل مباشر وعلى كل المستويات بالتفاعلات الجارية ببلادنا، ووعيا منا بضرورة المساهمة فى تغليب موازين القوى لفائدة المشروع الديمقراطي الحداثي المنشود، حماية للديمقراطية من مخاطر بروز “أردوغانية مغربية” يصعب استدراكها، من شأنها رهن عمل المؤسسات التمثيلية، وطنيا وترابيا، لولاية أخرى؛ وفي ضوء الرهانات السياسية المطروحة على بلادنا، وانطلاقا من إيماننا بالأدوار الحيوية التي ينبغي أن يضطلع بها حزب الأصالة والمعاصرة في المرحلة القادمة، والآمال الكبيرة المعقودة عليه، فإننا نؤكد انفتاحنا وتفاعلنا الإيجابي مع كل مبادرة جادة وصادقة من شأنها فتح أفق حزبي جديد، وخلق مناخ إيجابي قادر على احتضان كل طاقات وقدرات الحزب التنظيمية والسياسية باحتكام صارم لمنطق التدبير المؤسساتي الديمقراطي المنفتح والشفاف”.
كما دعا بن شماش كافة أطر وكفاءات الحزب إلى التعبئة الجماعية، وتوحيد الصفوف والجهود من أجل دعم واسناد جهود الحزب لتقوية حظوظه التنافسية ليحتل مواقع متقدمة في الاستحقاقات السياسية والانتخابية المقبلة، والتي اعتبرها بن شماش ” التي لا تقل رهاناتها أهمية عن رهانات زمن الإنصاف والمصالحة”، مبرزا أن هذا هو السبيل من أجل ” استعادة قدرتنا الجماعية على تقديم مساهمتنا النوعية، إلى جانب القوى الحية للأمة، في أوراش العقد الثالث من العهد الملكي المجيد، أوراش النموذج التنموي، والحماية الاجتماعية، الهادفة إلى بناء مجتمع متضامن، في كل الأبعاد الاجتماعية والجيلية والترابية، والمبشرة ببزوغ الوطنية الثانية، القائمة على الادماج والتضامن وعلى التعدد والتنوع، في إطار الوحدة وروح المواطنة المسؤولة”.
إلى ذلك، شدّد بن شماش على أن” مواجهة مختلف التحديات، واسترجاع جاذبية الحزب، وتعزيز إشعاعه وحضوره، تحتم علينا أن نتوجه جميعا، بكل تفان ونكران الذات، نحو المستقبل، وألا نلتفت إلى الوراء، مثلما تحتم علينا تأجيل كل خلافاتنا، مهما كانت طبيعتها، إلى حين توفير الشروط الملائمة والمناخ المناسب لمعالجتها ضمن القنوات المؤسساتية للحزب، وتدبيرها في سياقاتها الممكنة، والتوجه نحو تدشين مرحلة جديدة نمتلك فيها شجاعة المبادرة ببلورة الأجوبة على الأسئلة التي مافتئ جلالة الملك، في خطاباته السامية، يوجهها للفاعلين السياسيين والحزبين، ونتملك فيها أيضا فضيلة ممارسة النقد الذاتي البناء، دون أن نلقي باللائمة على طرف في الحزب دون غيره، لأننا نقدر بأن المسؤوليات مشتركة في هذه المرحلة بالذات، من أجل البناء وتصحيح المسار بالاحتكام لقواعد العمل الديمقراطي والمنطق المؤسساتي في تدبير شؤون الحزب”.
في هذا الصدد، شدّد بن شماش، أيضا، على ” أولوية وملحاحية الانكباب الجماعي والعاجل على بلورة وصياغة عرض سياسي وبرنامجي، يجيب بالواقعية الممكنة وبعيدا عن بيع الأوهام، على تطلعات وانتظارات الشعب المغربي، وذلك في ارتباط بتنسيق وتوجيه الجهود نحو مساءلة تجربة ولايتين حكوميتين من تدبير الشأن العام، وتقييم الوضع العام لما بعد دستور 2011، والوقوف بالتحليل والنقد عند أعطاب التدبير الحكومي وحصيلته الفاشلة والهزيلة بكل المقاييس، مع ما يستوجبه ذلك من استنباط للحلول وإبداع للأفكار والمبادرات التي من شأنها تدارك ما يمكن تداركه، وكل ذلك طبعا وفق مستلزمات استثمار الفرص التي تنطوي عليها التحديات التي أفرزتها الجائحة ومتطلبات التناغم والتناسق مع مخرجات النموذج التنموي المنشود”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية