بسبب الأزمة الحالية بين البلدين.. جامعيون وخبراء يسلطون الضوء على آفاق العلاقات المغربية الإسبانية
التأم ثلة من الجامعيين والخبراء في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، اليوم الأربعاء بالرباط، في إطار مائدة مستديرة نظمت حول موضوع ” العلاقات المغربية الإسبانية : هل من أفق؟”.
وشكل هذا اللقاء، المنظم مع طرف الجمعية المغربية للعلوم السياسية بشراكة مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية-أكدال، وبتعاون مع مختبر القانون العام والعلوم السياسية، مناسبة لتقديم تحليل أكاديمي للأزمة الاسبانية المغربية الراهنة من زوايا مختلفة، وكذا تسليط الضوء على الآفاق المستقبلية للعلاقات بين البلدين.
وخلال هذا اللقاء، أكد الباحثون أن الأزمة الحالية بين المغرب وإسبانيا هي نتيجة سلسلة من “الخروقات” القانونية والدبلوماسية من طرف إسبانيا، والتي ظهرت بشكل أكبر بعد استضافة هذه الأخيرة لزعيم البوليساريو، المدعو إبراهيم غالي بهوية مزورة، علما أنه متهم في قضايا خطيرة تمس بحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني.
وأبرز المتحدثون أن هذا الفعل الذي أقدمت عليه إسبانيا يمس بمبادئ حسن الجوار والحماية الدولية لحقوق الإنسان، مؤكدين على أن هذه الأزمة سيكون لها، بلا شك، تأثير على منطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث أن “المؤامرات التي تشنها إسبانيا على حساب المصالح المغربية، أضعفت من منسوب الثقة المتبادل بين البلدين، بالأخص من ناحية عدم التزام إسبانيا بعلاقات حسن الجوار وبمبادئ المعاهدات والتعاون الثنائي لاسيما في المجال الأمني”.
كما سجل الجامعيون أن تفاعل إسبانيا مع التطورات الأخيرة في ملف الصحراء المغربية تزيد من حدة التوتر بين البلدين، مشيرين إلى أن هذه الأزمة من شأنها قلب مسار العلاقات الثنائية بين البلدين في المستقبل.
من جهة أخرى، أكد المشاركون أن العلاقات المغربية الإسبانية وصلت إلى منعطف خطير مفتوح على كافة الاحتمالات، مبرزين عمق الهوة في التصورات السياسية لدى النخب الاسبانية وحجم سوء الفهم الذي يتم تداوله في كثير من الأوساط الإعلامية والثقافية والأكاديمية حول المغرب ومؤسساته وقضيته الوطنية. كما أنه لا يمكن تفسير هذا التحامل والاستعلاء إلا بـ”الاصطفاف المقصود” للنخب السياسية والثقافية الاسبانية إلى جانب خصوم المغرب.
ودعوا إلى ضرورة فتح نقاش حول أزمة المشهد السياسي بإسبانيا، وخاصة نخب اليمين الاسباني، مبرزين أنه في ما يتعلق بالبناء النظري السياسي، فإن العقدة السياسية لليمين الإسباني تكمن في “إرثه التاريخي وتأخر وتخلف إسبانيا عن اللحاق بركب الدول الأوروبية وبمرحلة تشكل الدولة الأمة”.
وأضافوا أن اليمين الاسباني شكل صداعا مستمرا لأوروبا، فهو لم يستطع التخلص من عقدة المغرب، إذ يستحضر لغة الحقد التاريخي، والإرث الفاشستي الفرنكاوي، كما أن وصول النخب اليمينية إلى الحكم يعود أساسا، حسب المحللين، إلى ضعف اليسار بصفة عامة، وتردد النخبة السياسية الإسبانية بين أوروبا وغير أوروبا.
يشار الى أنه تم على هامش هذا اللقاء، تكريم أحمد الصلاي، رئيس جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة وادي الذهب، الذي سلمه فريد الباشا، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية-أكدال، هدية رمزية نظير كفاحه الهادف والمستمر ومجهوداته المتواصلة في سبيل الدفاع عن قضية الوحدة الترابية للمملكة.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية