بركة: شخصنة التدافع السياسي أفضت إلى فقدان الثقة في العمل السياسي
شدد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، على أن المغرب يعيش، على كل المستويات، على ايقاع مؤشرات مقلقة، خاصة وأن النموذج التنموي للمملكة بلغ مداه ( التراجع في خلق فرص الشغل، توسيع الفوارق الاجتماعية والمجالية، ارتفاع البطالة، هشاشة الطبقة الوسطى…).
واعتبر بركة، الذي حل ضيفا على ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء، لمناقشة موضوع ” أي تموقع لحزب الاستقلال في المشهد الحزبي والسياسي المغربي الحالي”، أنه، من بين الاشكاليات الكبرى المطروحة اليوم في المغرب، هناك ضعف في جاذبية العرض السياسي ” ففي الوقت الذي نلاحظ فيه ارتفاع منسوب الوعي السياسي واليقظة المواطناتية، بعد دستور 2011، في ذات الوقت تعرف المملكة عزوفا مهولا في المشاكة في الحياة السياسية، خاصة في صفوف الشباب”.
وشدد الأمين العام لحزب الاستقلال على أن بروز الخطابات الشعبوية، وشخصنة التدافع السياسي، عوض التنافس حول الافكار والمشاريع والبرامج، أفضيا إلى فقدان الثقة في العمل السياسي، مما استوجب ضرروة خلق رؤية وتور جديد للممارسة السياسية لإعادة الاعتبار وكذا المصداقية للفعل السياسي بالمملكة وللأحزاب السياسية”، مؤكدا أنه حان الوقت للتفكير جديا في السبل والطرق التي من شأنها أن تحسن من تلك الجاذبية المفقودة في العرض السياسي، والتي ستمكن أيضا من استرجاع الثقة في الاحزاب السياسية، واسترجاع المصداقية للعمل السياسي في المستقبل.
إلى ذلك، عبر بركة عن رأيه الصريح حول موضوع معاشات البرلمانيين، الذي أثار في الآونة الأخيرة جدلا سياسيا ومجتمعيا واسعا، إذ أعتبر الأمين العام ل”الميزان” أنه “نحن كحزب استقلال اعتبرنا أن التقاعد يكون في غالبية برلمانات العالم”، مشددا على أنه “لا يمكن أن يكون مجلس النواب بدون تقاعد ومجلس المستشارين بتقاعد فالبرلمان واحد”، مضيفا ” اعتبرنا كذلك أن مجلس النواب بميزانيته قادر على أن يجد حلولا لنفسه ستمكن من ديمومة واستمرار هذا الصندوق، وحزبنا قدم مقترحات في هذا الاتجاه”.
وفي موضوع آخر، أشار بركة إلى أن حزب الاستقلال خط رؤية جديدة للممارسة السياسية ترتكز على اغناء المرجعية الفكرية لحزب الاستقلال واعادة الاعتبار لمكانة المناضل في الجسم الحزبي وكذا جعل خدمة المواطن في صلب الهندسة التنظيمية للحزب مع ضرورة العمل على تقوية المؤسسات المنتخبة وارساء علاقات مع الفاعلين السياسيين الاخرين، مبنية على الاحترام المتبادل والتنافس الشريف.
