باحث مغربي يكشف طموحات الجزائر وتحديات موريتانيا بالمنطقة

إذا كان النظام الجزائري نظام واحد فإن له عدة واجهات مع دول الجوار، وخاصة مع المغرب الذي يقع في المرتبة الأولى ثم موريتانيا وليبيا ثم تونس التي تقع في الدرجة الأخيرة، والكلام هنا للموساوي العجلاوي الأستاذ الباحث في الشؤون الإفريقية، والذي شرح رهانات الجزائر وموريتانيا المتشعبة في ظل التطورات المتسارعة والجديدة بالمنطقة، وقال للصحيفة الإلكترونية «سيت أنفو»، أن أولى الملاحظات التي يمكن التوقف عندها، هو تكثيف المسؤولين الجزائريين الاتصالات مع السلطات الموريتانية في الآونة الأخيرة، وخاصة بعد تحرير معبر الكركرات من طرف القوات المسلحة الملكية، وأيضا بعد اعتراف الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس «دونالد ترامب» بسيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية.

ويعتبر الموساوي العجلاوي تحرير معبر الكركرات وقرار الإدارة الأمريكية بشأن مغربية الصحراء، محطتين هامتين في تطور سياقات المعادلة الجيو استراتيجية الجديدة في المنطقة، ويقول إنه إذا تم ربط الاتصالات الجزائرية الأخيرة بالسلطات الموريتانية، بعلاقة الجزائر بالملف الليبي، والذي نُفيت منه تماما، ورغبتها في استعادة وهج العلاقة مع تونس، من خلال إعلانها مؤخرا محاولة فتح سفارة لها في تونس، فضلا عن اللقاءات التي أجريت على مستوى عال بين البلدين، فإنه يمكن أن نستوعب، حسب الموساوي العجلاوي دائما،كيف تحاول الجزائر أن توظف الورقتين التونسية وخاصة الموريتانية في ظل الوضع المتجدد بالمنطقة الذي يوجد فيه المغرب في موقع الريادة.

وفي الجهة الأخرى، ويقصد بها الخبير في الشؤون الإفريقية، موريتانيا، فإنها تحاول أن تظهر بمظهر المحايد الذي يخدم مصالحه بالدرجة الأولى، ويلعب على التناقضات التي تطفو على السطح بين دول الجوار، لكن، يستدرك الموساوي العجلاوي للتأكيد على أن موريتانيا لا يمكنها أن تسوق حيادها المزعوم في ظل التطورات الأخيرة، وخاصة بعد تحرير معبر الكركرات  واعتراف الإدارة الأمريكية بسيادة المغرب على كامل صحراءه، حيث أصبح عليها أن تؤمن حدودها مع الجزائر والمغرب، وخاصة المنطقة الأمنية الحساسة التي توجد بشمالها.

ويوضح الموساوي العجلاوي بكثير من الدقة أن المنطقة الأمنية الحساسة بالنسبة لموريتانيا هي تلك التي توجد بمنطقة بئر أم كرين وكلتة زمور، أما المنطقة التي توجد فيها لمهيريز تيفاريتي وبئر لحلو فيمكن الدخول إليها من الجزائر، أما الوصول لشرق الجدار ومنطقة الكركرات فيجب المرور إما عبر الأراضي الموريتانية وخاصة الزويرات، والتي تعتبر في نظر الخبير في الشؤون الإفريقية، القاعدة الخلفية الأولى للبوليساريو في ما يخص المنطقة التي تقع شرق الجدار  الجنوبية بين بير أم كرين وأكوانيت، أو المنطقة التي توجد بمركز «بولنوار» الذي يعتبر مركز عمليات البوليساريو في اتجاه الكركرات.

وفي هذه السياقات المتقاطعة، زار وفد من القوات المسلحة الملكية موريتانيا، وبعدها تقرر إحداث المنطقة الأمنية الحساسة، للحد من تدخلات البوليساريو في شرق الجدار المنطقة التي تقع تحت مسؤولية موريتانيا.

ويختم الموساوي العجلاوي بالقول إنه لهذه الأسباب وأخرى، يستحيل أن تكون موريتانيا محايدة في الوضع الجيو استراتيجي بالمنطقة، التي عليها تأمين المناطق الشمالية للحد من تحركات البوليساريو، وفي هذه الحالة ستكون في صراع مع البوليساريو والجزائر، ومع قرارات G5 الساحل التي قررت منذ 2016 أن تكون المنطقة المحادية لتندوف على الحدود الموريتانية الجزائرية على مساحة 1500 كلم، منطقة عسكرية.

 


بسبب العطلة المدرسية.. بلاغ هام من الشركة الوطنية للطرق السيارة

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى