النويضي: رجال السُلطة لا يحاسبون
قال المحامي عبد العزيز النويضي إن “مُكافحة الفساد تقتضي وضع نظام وطني متكامل للنزاهة بهدف تحقيق الوقاية والزجر، يتكون من السلطات الرئيسية مثل المؤسسة الملكية التي تتوفر على اختصاصات رئيسية والحكومة والبرلمان، إضافة إلى الأحزاب السياسية والقضاء.
وأضاف عضو المجلس الوطني لترانسبرانسي المغرب في كلمة له في مائدة مستديرة حول “الزجر في الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد” عشية الأربعاء 03 أكتوبر 2018 “أن النظام القضائي يجبُ أن يكون محصنا ضد الفساد حتى يحارب الفساد باستقلالية”.
وأوضح النويضي أن “تفعيل أجهزة الرقابة التي تتكون من المفتشيات التابعة للوزارات والمحاكم المالية وهيئة النزاهة من شأنه إعطاء أجهزة الردع والزجر جميع الوسائل و المواد والملفات”، وأن “المجتمع المدني والإعلام سلطة مضادة تفضح قضايا الرشوة والفساد من أجل التحقيق فيها”.
وتابع المتحدث في كلمة له ضمن مائدة ترانسبرانسي المغرب المنظمة بدعم من سفارة هولندا بالرباط، أن “من أكبر مداخل الفساد الزبونية السياسية، ومن معالمها السكوت عن الزبناء وإلقاء الأضواء الكاشفة على الخصوم، ويتدخلون في القضاء لضرب الخصوم”.
وأشار النويضي، أن المغرب “لم يقم بتشخيص موضوعي لظاهرة الفساد برؤية شمولية وتخطيط منهجي ومدى إلتقائية السياسات العمومية، وذلك بسبب عدم تواجد سلطة مركزية يُمكنها إلزام جميع الفاعلين في سياسة منسجمة”.
وفي ذات السياق أكد النويضي أن من علامة ذلك أن الأحزاب المُكونة للحكومة متخاصمة فيما بينها، ولا يستطيع رئيس الحكومة أن يُلزم الآخرين بها، وعدم الإلتقائية مرتبط بالخلل في النظام السياسي”.
وزاد النويضي قائلا: “بصفتي محامي ممارس، عددا من الملفات في أقسام المحاكم المالية فيها نزاع حول كيفية تنفيذ صفقة عمومية، أو التي فيها اتهام مقاولين باختلاس المال العام، تبين أن القضاة ليسوا دائما على دراية بكيفية إتمام الصفقة، ومن يعطي الأمر، وهل إذا تمت الصفقة يمكن أن ننسب للشخص المعني أنه زور، وإذا كانت بعض البنود خارج الصفقة هل يحاسب عليها”.
وأبرز المحامي، أنه “لابد من بذل مجهود كبير جدا، لأن ذلك يؤذي لظلم عدد من الناس ليسوا مسؤولين عما نُسب إليهم وأحيانا تكون المسؤولية الرئيسية عند العامل، ولا يتم استدعائه لمحاسبته، نُحاسب المقاول أو رئيس جماعة لكن لا نحاسب رجال السلطة، وهذه من المسائل التي لا يجبُ أن تستمر”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية