النقطة التي كادت تعصف باجتماع برلمان فيدرلية اليسار
كاد اجتماع الهيئة التقريرية لفيدرالية اليسار الديمقراطي أن يتوقف في منتصف الأشغال التي انطلقت مع الحادية عشرة صباحا ولم تنتهي إلا حوالي الثامنة ليلا، ولم يكن السبب في توتر الأجواء التي كادت تعصف بالاجتماع الذي عقد يوم الأحد الماضي عبر تقنية التناظر عن بعد، سوى نقطة اندماج الفيدرالية في الحزب اليساري الموحد، وطي صفحة الاشتغال بصيغة فيدرالية الأحزاب الثلاثة التي دامت لسنوات.
ولم تكن عشرات المداخلات في صيغة نقطة نظام لتحديد جدول أعمال اللقاء المتفق عليه سلفا، سوى المظهر الأول لحدة اللقاء الذي كان أن ينتهي قبل أن يبدأ، وأما باقي مظاهر سخونة اللقاء الذي حضره أزيد من مائة عضو، هو دقة الخلافات داخل الحزب الاشتراكي الموحد حول موضوع اندماج الأحزاب الثلاثة في حزب واحد، والتي انعكست على أشغال الهيئة التقريرية للفيدرالية.
وظهر بصورة واضحة قوة الخلافات بين قيادات الحزب الاشتراكي الموحد، والتي منها التي لا تساير رغبات الاندماج، وفي مقدمتهم نبيلة منيب، بالمقارنة مع نداءات محمد الساسي وعمر بلافريج الذين صرحوا في مناسبات سابقة عن ضرورة تحقيق الوحدة التنظيمية بين الأحزاب الثلاثة.
وإذا كان الساسي وبلافريج وشناوي وغيرهم لا يرون أسباب تأجيل الاندماج، بالنظر للشروط الذاتية والموضوعية التي تساعد على الانتقال لمرحلة الاندماج، مع الاستمرار في حل كل القضايا الطارئة أو الخلافية في مسار الوحدة التنظيمية للفيدرالية، فإن نبيلة منيب وعدد من قادة الحزب الاشتراكي الموحد لا يرون ضرورة الاستعجال في الاندماج والسبب: غياب الشروط، على الأقل بالنسبة للحزب الاشتراكي الموحد.
ولم يكن الخلاف على مستوى قيادات الحزب الاشتراكي الموحد فقط، لكنه شهر أيضا بين قادة الهيئة التنفيذية للفيدرالية، خاصة حينما اعترضت نبيلة منيب على التقرير الذي قدمه عبد السلام العزيز بشأن توصيات الهيئة التنفيذية، ومنها جعل سنة 2021 سنة تنزيل وأجرأة الاندماج التنظيمي بين الأحزاب الثلاثة، وما يترتب عن ذلك من عقد مؤتمرات استثنائية وحل الأحزاب وتشكيل لجنة تحضيرية لدبير المرحلة الانتقالية في أفق المؤتمر الاندماجي.
كان لا بد من وضع هذا الخلاف الذي كاد أن يعصف باللقاء تحت مجهر النقاش الهادئ، وإن ارتفعت حدته في بعض الفترات، وعلى رأسها مضمون التقرير الذي قدمه عبد السلام العزيز، والأهم فيه قضية الاندماج في أفق السنة المقبلة، وكان لا بد والحالة هاته وبعد أن قضى الجميع حوالي ساعتين في ترتيب نقط جدول الأعمال، أن يتبين التوجه الغالب وتظهر النقطة الأساس: اندماج الفيدرالية.
ولأن التوجه العام ظل منذ بداية أشغال الهيئة التقريرية إلى نهايته واضحا لفائدة أنصار الاندماج، ومنهم من اقترح سقف ستة أشهر بعد الانتخابات الحاسمة للسنة المقبلة لتنزيل حلم الاندماج، وبعضهم اقترح سنة بعد انتخابات 2021، على أساس أن تشكل الاستحقاقات هاته دينامية في أفق الاندماج.