المهدي قطبي يحكي عن أول لقاء له مع الملك الراحل الحسن الثاني وحصوله على وسام من جاك شيراك -فيديو
طفل تجرع كل ألوان الفقر والحرمان من كل شيء، نعم من كل شيء… طفل يقضي نهاره متسكعا في أزقة ودروب أحياء ” التقدم” و” المعاضيض” و” دوار الدوم”، وما أدراك ما هاته الأزقة والدروب، ليبيت ليله باكيا مقهورا بعد حصة ضرب وتعنيف من قبل الأب والتي أضحت مع مرور الأيام والسنون عرفا يوميا لا مفر منه.
من طفل ثم شاب فاقد لأهم مكون من مكونات بناء ” الشخصية السليمة” : حنان وحب وعطف الأبوين وخاصة الأب، من طفل مهاراته التعليمية كانت تحت الصفر، لا يحب لا القراءة ولا الكتابة، ولا يجيد التواصل مع ” الآخر”، إلى أشهر رسام مغربي بل عالمي يدين ل” القدر” بما هو عليه اليوم.
المهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، ضيف برنامج ” حكايات”، فتح لنا باب ذكرياته، بل باب قلبه ليحكي لنا حكايات بعضها يحكى لأول مرة…حكايات مهدي قطبي عبارة عن
من أسرة بسيطة للغاية، عاش طفولة اقل ما يمكن أن يقال عنها أنها طفولة صعبة للغاية، لم يختار قطبي مسار حياته بل هو من اختاره…مسار حياة شهد ولادات متعددة ولعب فيه ” القدر” لعبته.
لم يدرس قطبي قط الفن، ولم يلتحق، كما قد يعتقد البعض بمدارس الفنون الجميلة، لم تكن له أي ثقافة فما بالك بثقافة فنية، حتى أنه لم يخطط ليكون رساما في يوم من الأيام….ألم نقل إن ” القدر” هو من خط حياة هذا الفنان العالمي حرفا حرفا، ورسم له مسارا لم يكن يخطر على باله.
بداية الإنقلاب” في حياة المهدي قطبي، الطفل ” العروبي” النازح مع أسرته من إحدى قبائل زعير صوب العاصمة الإدارية للمملكة، كانت بتعرفه، وبمحض الصدفة، على أحد كبار الشخصيات السياسية المغربية، والذي سينير لقطبي دروبه المظلمة، إنه المحجوبي أحرضان، وزير الدفاع بالحكومة المغربية آنذاك… أحرضان بمساعدة قطبي ولوج المدرسة العسكرية في القنيطرة يكون غير بحق مجرى حياة قطبي.
ليتعرف بعد ذلك المهدي قطبي، على ثان شخصية ساهمت في تغيير مسار حياة قطبي، إنه رائد الفن التشكيلي بالمغرب أحمد الغرباوي، الذي عمل على تعريفه ببعض عشاق الفن التشكيلي ومقتني اللوحات.
لتأتي الولادة الحقيقية لمهدي قطبي، بحسب تعبيره، وذلك عندما قرر السفر إلى فرنسا من أجل الدراسة والتكوين فكانت البداية بمدرسة الفنون الجميلة بتولوز قبل أن يلتحق بعدها بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بباريس.
هناك، ولد مهدي قطبي جديد…ربط علاقات صداقة هامة مع شخصيات فرنسية هامة من مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والفنية ورجال الأعمال…لعب دورا كبيرا في إعادة الدفء إلى العلاقات المغربية الفرنسية، وساهم في تقريب وجهات النظر بين الرباط وباريس في عز أزمات البلدين الدبلوماسية…نجح فيما فشل فيه بعض كبار الساسة المغاربة…فأسس عام 1991، دائرة الصداقة المغربية الفرنسية…صاحب كبار رؤساء وملوك العالم والأهم كل هذا وذاك حظي باحترام الملك الراحل الحسن الثاني وبحب وعطف الملك محمد السادس الذي عينه رئيسا للمؤسسة الوطنية للمتاحف.
في ” حكايات” المهدي قطبي الكثير من العبر والدروس…
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية