المغرب على مشارف أزمة ديبلوماسية بسبب العثماني
يبدو أن التدوينة التي كتبها سعد الدين العثماني رئيس الحكومة حول لقائه بمسؤول من كوسوفو خلال مشاركته في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أثارت الكثير من الجدل.
وبهذا الخصوص، قال سمير بنيس، المستشار السياسي والمتخصص في شؤون الأمم المتحدة، إن اندفاع وتسرع رئيس الحكومة في نشر تغريداته على موقع “تويتر”، جعله يرتكب خطاً فادحاً، حينما قال إنه التقى مسؤولاً من “كوسوفو يشارك في أشغال الجمعية العامة”.
وتساءل بنيس في تدوينة كتبها على صفحته الرسمية بـ “الفايسبوك”، كيف يكمن لمسؤول دولة ليس عضوا في الأمم المتحدة أن يشارك في أشغال الجمعية العامة المخصصة فقط للدول الأعضاء؟ قائلا “كان حرياً برئيس الحكومة أن يتريث بعض الشيء ويراجع لغته قبل نشر تلك التغريدة”.
وقال المستشار السياسي، كان بإمكان سعد الدين العثماني، أن يقول أنه التقى بمسؤول من “كوسوفو” الذي كان متواجداً في مقر الأمم المتحدة على هامش أو بمناسبة أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة أو الامتناع كليا عن نشر هذه التغريدة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
وأضاف بنيس في نفس التدوينة، أنه كان على مستشاري العثماني أن ينبهوه من تفادي نشر مثل هذه التدوينات الخاطئة، قائلا ” فإذا كنا نمتعض حينما يلتقي مسؤول أي دولة مع أي مسؤول من البوليساريو، فعلينا أن نكون على دراية أن من شأن نشر هذه المعلومة أن يثير امتعاض صربيا وروسيا، خاصة وأن هذا اللقاء، وإن كان عابرا وغير رسمي، يأتي فترة قصيرة بعدما التقى مسؤولين مغاربة مع مسؤولين من صربيا”.
وختم بنيس تدوينته بالقول، إن العثماني يمثل دولة وشعب بأكمله ويعتبر الرجل الثاني في الدولة بعد الملك، وبالتالي كان عليه أن يحرص على وضع كل كلمة يستعملها في الميزان قبل استعمالها وألا يكثر من استعمال “تويتر” حتى لا يسقط في فخ التسرع.
وكان ناصر بوريطة وزير الخارجية والتعاون، قد قام بدايو شهر شتنبر الجاري، بجولة قادته إلى عواصم تعتبر بمثابة مجالات جديدة للدبلوماسية المغربية، نذكر منها صربيا، إلى جانب رومانيا وبلغاريا.
مباشرة بعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية، أعلن الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش، خلال شهر مارس الماضي، عن موقف صربيا الجديد في ملف الصحراء، قائلا “إن المغرب وصربيا يشاركان وجهات النظر نفسها بخصوص أهمية احترام الوحدة الترابية للدول، وأشاد بالمقاربة المغربية في التعاطي مع نزاع الصحراء، والتي وصفها بـ”الجدية”.
