المالكي: السياحة البرلمانية أصبحت من الماضي
قال الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، إن ” السياحة البرلمانية انتهت، وربما أصبحت من الماضي”، إلا أنه دافع في نفس الوقت عن البرلمالنيين فهم ” يقومون بجهد مضني في عدة قضايا، خاصة فيما له علاقة بالقضية الوطنية”، رافضا كل تشكيك في وظيفة المؤسسة البرلمانية.
و أوضح المالكي في ندوة صحفية عقدها صباح اليوم الجمعة، لتقديم حصيلة عمل مجلس النواب خلال دورته الربيعية، التي اختتمت يوم الثلاثاء الماضي، إن ” المنطقة التي ننتمي إليها تعيش وضعا بركانيا، ولا سبيل للإصلاح والاستقرار إلا داخل المؤسسات”، مسترسلا “أن غياب المؤسسات يعني الفوضى وتفتت الدول كما يقع في عدد من البلدان”.
وأكد رئيس مجلس النواب أن “برلمان اليوم لا علاقة له ببرلمان الأمس”، مبرزا ” أن مجلس النواب تم تجديده بنسبة تتجاوز 64 في المائة”.
وقال الحبيب المالكي، ذات اللقاء “إن هناك توافقا داخل مكتب مجلس النواب وكذا مع رؤساء الفرق من أجل تطبيق مقتضيات النظام الداخلي للمجلس، وإعمال المسطرة في حق المتغيبين، بما في ذلك الاقتطاع من أجورهم”، قبل أن يستدرك بأن هذه الدورة الأخيرة ليست دورة الغيابات كما وصفتها الصحافة، مبرزا أن الأرقام تؤكد أنها أفضل من سابقاتها على مستوى الحضور.
واعتبر الحبيب المالكي أن تحسين صورة البرلمان ” لا تهم قضية الحضور فقط، رغم أنها مهمة وتكتسي طابعا أخلاقيا وسياسيا، لكن ينبغي كذلك التركيز على جودة العمل التشريعي، وما يقوم به النواب”.
من جهة أخرى، حذر رئيس الغرفة الأولى من تبخيس عمل مؤسسة البرلمان، وقال إن وظيفة البرلمان هو الاستماع لنبض المجتمع، ومعالجة مشاكله داخل مؤسسته، أما غياب المؤسسات فلا يعني سوى الفراغ الذي تنتج عنه الفوضى التي تؤدي لتفتت الدول، كما يقع في عدد من البلدان.
واعتبر المالكي”إن البرلمان ملك لكل المغاربة، وهو ما يظهر جليا في كونه أًصبح وجهة لكل الحركات الاحتجاجية، وهو أمر صحي، ويجب على نواب الأمة التقاط إشارته”.
وكان رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي بدا يوم الثلاثاء الماضي فخورا لحظة إعلانه حصيلة المجلس خلال الدورة التشريعية الثانية من السنة التشريعية الأولى، خلال كلمة له أثناء جلسة اختتام الدورة.
وقال المالكي إن مجلسه صادق على 49 مشروع قانون ومشروع قانون تنظيمي واحد يتعلق بتحديد شروط وإجراءات الدفع بعدم دستورية قانون ما، أي أن المجلس صادق على نسبة %71 من مشاريع النصوص المحالة على المجلس والبالغة 71 مشروعا منذ بداية السنة التشريعية.
المالكي أشار أيضا إلى أن عدد مقترحات القوانين المحالة على المجلس منذ بداية الولاية الحالية يبلغ 35 مقترحا، متعهدا بحرص المجلس على النهوض بالمبادرة التشريعية عبر اتخاذ عدد من الإجراءات منها ما تم تضمينه في النظام الداخلي.
في المقابل اعتبر جل المتتبعين للشأن البرلماني أن الحصيلة التي أعلن عنها المالكي تبقى ضعيفة جدا، مقارنة مع انتظارات الشعب، مشددين على أنه “لتقييم الأداء التشريعي خلال الدورة الربيعية لا يجب أن نعتمد الأرقام التي كشفها رئيس مجلس النواب، بل يجب الحديث عن جودة أداء الفعل النيابي،ذلك أن الدورة الثانية من السنة التشريعية عرفت بعض الضغط على النواب، لأن الدورة الأولى كانت بيضاء بسبب البلوكاج الحكومي، كما أن مشاريع القوانين التي تمت المصادقة عليها في الدورة الربيعية تبقى غير كافية مقارنة مع انتظارات الشعب.”