القصة الكاملة لمقتل آيت الجيد

زوبعة كبيرة تعرفها مواقع التواصل الاجتماعي، منذ أمس الاثنين، بعدما أمر الوكيل العام باستئناية فاس متابعة المستشار والقيادي في حزب العدالة والتنمية، عبد الحالي حامي الدين، يتهمة المساهمة في القتل العمد التي راح ضحيتها الطالب اليساري سنة 1993، محمد أيت الجيد، المعروف بـ”بنعيسي”.

عندما يذكر موضوع العنف الجامعي، أو الاستشهاد في الجامعة دائما ما ينطق إسم بنعيسى آيت الجيد، حتى أن روحه اليوم تلاحق حامي الدين بعدما قال القضاء كلمته في التسعينات من القرن الماضي، إذ يطرح الباحث في المضوع سؤال من يكون آيت الجيد؟

ووفقا لبوابة النهج الديمقراطي القاعدي، الذي كان ينتمي اليه، فقد إزداد آيت الجيد محمد بنعيسى سنة 1964 بدوار تزكي أدوبلول بإقليم طاطا، ثم التحق بمدينة فاس حيث مكان اقامة كبير اخوته، لمتابعة دراسته الابتدائية بمدرسة المعلمين (ابن الخطيب سابقا) بحي عين قادوس فاس.

والتحق آيت الجيد بالتعليم الثانوي في بداية الثمانينات، بثانوية ابن خلدون حيث بدأ نشاطه النضالي في الحركة التلاميذية سنة 1983 ليتم نقله تعسفيا من هذه الثانوية سنة 1984 ويلتحق بثانوية القرويين.

وتزامن هذا مع إنتفاضة يناير 1984 والتي شارك فيها بقسط وافر ما دفع “إدارة المؤسسة” إلى اتخاد قرارها في حقه وبعض رفاقه وذلك خلال نفس السنة 1984، حينها سيلتحق آيت الجيد محمد بنعيسى بثانوية “مولاي إدريس”، مواصلا ارتباطه بالنضالات الجماهيرية، وتحت ضغط “إدارة الثانوية” على عائلته سينتقل إلى ثانوية “إبن الهيثم” حيث حصل على شهادة الباكالوريا سنة 1986.

في موسم 1986-1987 التحق آيت الجيد بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، ليكمل مساره النضالي والذي عكس حضوره في صفوف الحركة الطلابية، حيث ظهر اسمه إلى جانب مجموعة من رفاقه، ضمن لائحة الموقوفين (39 طالب) خلال موسم 1987-1988 بكلية الآداب، وهو الإجراء الذي عقب تظاهرة 20 يناير 1988.

شارك بنعيسى، في مقاطعة الامتحانات سنة 1989، أسهم ذلك في اعتقاله سنة 1990، ليتم الحكم عليه بثمانية أشهر نافذة، بعدما كان قد قضى تسعة أشهر “بالسجن المدني” بفاس ليطلق سراحه في 1991.

وحسب روايات طلبة جامعة فاس، فإن آيت الجيد تعرض سنة 1991 إلى هجوم (متهم فيها الإسلاميون) من طرف عصابة  (مكونة من حوالي 70 شخصا)، حاصرت مقر سكناه محاولة اختطافه، لكن التعاطف الذي كان يحظى به من طرف سكان الحي دفع بالساكنة إلى المواجهة مع الذين حاولوا اختطافه وطردهم.

حل الخميس 25 فبراير 1993، آيت الجيد كان متوجها إلى حي ليراك رفقة أحد رفاقه، وهو الشاهد الوحيد الحديوي الخمار، على متن سيارة أجرة (طاكسي صغير) فوجئا بعدد من الطلبة يمنعون السيارة من المرور وتم كسر الزجاج لتخرجهما منها قسرا وتنهال عليهما بالضرب مستعملة العصي المصفحة بالمسامير والسلاسل والسيوف كما استعملت حجر الرصيف من أجل تصفية آيت الجيد (حسب روايات الفصيل).

نقل آيت الجيد والخمار في حالة غيبوبة إلى مستشفى الغساني بفاس حيث مكثا إلى يوم الجمعة صباحا، فيما ظلت عناصر الشرطة تحيط المكان الذي يرقد به الضحيتان.

وفي يوم السبت 27 فبراير 1993، تم نقل آيت الجيد محمد بنعيسى إلى مصحة خاصة للفحص بأشعة سكانير، هذا الفحص أوضح أنه يعاني من كسر عميق بالجهة اليمنى من الرأس ومن نزيف داخلي، قبل أن يلفظ أنفاسه صباح الإثنين فاتح مارس 1993.

 


أصوات من داخل مكتب ومنخرطي الرجاء ترفض التعاقد مع مدرب سابق للفريق

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى