الفاتيحي: الجزائر ستعيش شبه عزلة بسبب قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب
في تعليقه على قرار الجزائر، القاضي بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب اعتبارا من أمس الثلاثاء، والذي جاء خلال مؤتمر صحفي نظمه وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، قال عبد الفتاح الفاتيحي، مدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية، إن ” الجزائر اليوم اتخذت موقفا غير حكيم، وإن هذا الموقف سيسائلها أمام المجتمع الدولي، وأعتقد بأن الجزائر ستعيش شبه عزلة بناء على هذا الموقف في قطع العلاقات مع دولة شقيقة ظلت لطيلة سنوات تطالبها بأنه هناك إمكانية للحوار وأن هناك إمكانية لخلق علاقات ديبلوماسية وثنائية بينهما”.
وأضاف عبد الفتاح الفاتيحي، الخبير في العلاقات الدولية، في تصريح لـ”سيت أنفو” أن “المغرب من خلال دعوات ملكية ومتكررة دعا الطرف الجزائري بأنه إذا ما كان هناك من مسرد للاتهامات سردها اليوم وزير الخارجية الجزائري، من أجل أن يثبت أن هناك عدوانية وفق خطاب المؤامرة الذي تعتمده الجزائر، وأن هذه الأخير مهووسة به تاريخيا خاصة في علاقاتها مع المملكة المغربية”.
وتابع الفاتيحي أن “خطاب المؤامرة هذا هو الذي جعل الجزائر تسرد كل هذه الاتهامات دون أن تفتح كل نقطة مع جارتها في حينها، وكان بإمكانها تجاوز كل هذه الإشكاليات”.
وشدّد مدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية قائلا: “عموما اليوم الجزائر تحاول أن تخلق أزمة داخل شمال إفريقيا، لأنها بذلك تسيئ إلى الشعوب المغاربية، كما أنها أوقفت بذلك أي إمكانية لاستكمال الوحدة المغاربية من خلال الاتحاد المغاربي، وهي بالتالي تبدو أنها ضد المستقبل وضد أي انفتاح مستقبلي وضد أي إمكانية للحوار والتواصل وحل الإشكاليات”.
وقال الفاتيحي، إن الجزائر اليوم ستكون أمام مسؤوليتها التاريخية بأن اتخذت هذا القرار الذي طبعا وبالضرورة قد يتجه المغرب إلى التجاوب معه، مبرزا أن هذا القرار مقطوع تحت ديبلوماسية صامتة ولكن اليوم أصبح أن الموقف الجزائري كان موقفا عدوانيا ومتسرعا.
وأشار الفاتيحي إلى أن الجزائر مهووسة بالخطوات المتقدمة التي تقوم بها المملكة المغربية خاصة مع شركائها، حيث أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء أزعج الجزائر وبيّن أن سياستها فاشلة في قضية الصحراء، وبأن عوائدها ومكاسبها في النزاع الإقليمي الذي كانت تتوخاه قد فشلت بشكل نهائي، وهي اليوم لا تريد العودة إلى الوراء وتقرر الهروب إلى الأمام.
وختم الخبير في العلاقات الدولية تصريحه بالقول “أعتقد بأن المجتمع الدولي أيا كان، سواء العربي أو الإسلامي أو الإفريقي والأمريكي سيتوجه إلى الجزائر في أكثر من مناسبة بأنها عليها أن تعود إلى طاولة الحوار مع المملكة المغربية لأن هذا هو الخيار الصحيح، ولابد للجزائر أن تنصاع مكرهة إلى مثل هذه الضغوط”.
وكان وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامر، أعلن خلال مؤتمر صحفي نظمه أمس الثلاثاء، أن الجزائر قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب اعتبارا من أمس الثلاثاء، مبرزا أن “قرار قطع العلاقات لن يضر بالمواطنين الجزائريين والمغاربة المقيمين في البلدين”.
واتهم لعمامرة المغرب بارتكاب “أعمال غير ودية وعدائية” ضد الجزائر.
وأضاف “لقد ثبت تاريخيا أن المغرب لم يتوقف عن القيام ضد الجزائر”.
وأضاف لعمامرة في حديثه مع الصحفيين أن الأجهزة الأمنية والإعلامية المغربية “تشن حربا ضد الجزائر بخلق إشاعات”، لافتا إلى أن “التحقيقات الأمنية كشفت تعرض مواطنين ومسؤولين جزائريين للتجسس ببرنامج بيغاسوس الإسرائيلي”، حيث وجهت سابق أصابع الاتهام للمملكة المغربية في هذه القضية.
كما ندد لعمامرة بـ”الانحراف الديبلوماسي المغربي في الأمم المتحدة”، بدعم “ما يسمى استقلال شعب القبائل”.
من جهتها، أعلنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن المغرب أخذ علما بالقرار الأحادي الذي اتخذته السلطات الجزائرية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب اعتبارا من أمس الثلاثاء.
وأكدت الوزارة في بلاغ لها بهذا الخصوص، على أن المملكة المغربية تتأسف على هذا القرار غير المبرر تماما والمتوقع، في ضوء منطق التصعيد الذي لوحظ في الأسابيع الأخيرة، وتتأسف كذلك لتأثيره على الشعب الجزائري.
وشددت على رفض المغرب رفضًا قاطعًا الذرائع المغلوطة وحتى العبثية، الكامنة وراءه، مؤكدة على أن المملكة المغربية من جهتها ستظل شريكا صادقا ومخلصا للشعب الجزائري وستواصل العمل بحكمة ومسؤولية من أجل تنمية علاقات مغاربية سليمة ومثمرة.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية