الغلوسي: المغرب يعيش أزمة خانفة والنخب الحزبية منشغلة بـ”القاسم الانتخابي”

قال محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، إنه في الوقت الذي كان من المفروض فيه على الهيئات السياسية فتح نقاش عمومي واسع حول رهانات إنتخابات بطعم الكساد والأزمة والأفق الغامض، وتشريح الواقع الإقتصادي والإجتماعي، ورسم كل التصورات الممكنة للخروج بأقل تكلفة من الأزمة الخانقة، وإعداد خارطة طريق لمواجهة كل التحديات والمخاطر، نجد أن النخب الحزبية منشغلة بالقاسم الإنتخابي وماسيدره عليها من مقاعد.

وأضاف الغلوسي في مقال مقتضب له نشره على صفحته على الفايسبوك، أن هاته الأحزاب السياسية ونخبها ” تراها متمترسة خلف “شعارات” الديمقراطية وإحترام الدستور وغيرها، وهدفها من كل ذلك ليس هو الدفاع عن الديمقراطية والإختيار الديمقراطي كما تدعي، بل إن هدفها هو ضمان تحصين مكاسب حزبية ضيقة”.

وأوضح ذات الحقوقي أن التحضير للإنتخابات التشريعية في المغرب يجري في سياق وظروف خاصة، فظهور وباء كورونا بعثر كل الأوراق والبرامج والتوقعات، وتداعيات الوباء امتدت لكل مناحي الحياة، حيث كانت لها نتائج سلبية على المستوى الإقتصادي والإجتماعي، إذ فقدت الميزانية العامة مايقارب 13مليار درهم بالمقارنة مع السنة الماضية، كما تراجعت نسبة النمو.

وشدد الغلوسي على أن ” الدعم الذي قدمته الدولة لبعض الفئات لم يسعف في سد تقب الفقر والهشاشة المرشحة للتوسع في المقبل من الأيام، فيما دائرة الفساد والرشوة تتوسع وتتحدى كل النوايا والخطابات، ووصلت تكلفته الى نسبة 7% من الناتج الداخلي الخام ،كما أن تكلفة الرشوة في مجال الصفقات العمومية تشكل مايناهز50 مليار درهم سنويا”.

واعتبر الغلوسي أن النقاش اليوم يجب أن يكون سياسيا لاتقنيا بغطاء سياسي، وأنه على ” الأحزاب السياسية أن لاتضيع الفرص، وتهدر الزمن في نقاش يهدف كل طرف من ورائه إلى حشر الطرف الآخر في الزاوية، وإيهام الرأي العام بأن الأمر يتعلق بصراع مشاريع مجتمعية، وإدعاء البعض أنه هو المستهدف في معركة القاسم الإنتخابي، والإستمرار في ترديد خطاب الضحية، والحال أنه يتحمل جزء مهم من نتائج الأزمة الحاصلة اليوم”.

وشدد الغلوسي على أن ” الضحية الحقيقية اليوم هو المجتمع الذي وثق جزء منه في شعارات الحزب الأغلبي حول النزاهة والشفافية ومواجهة الفساد والمفسدين وناهبي المال العام، والتي تبخرت مع مرور الوقت” .

وخلص رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام على أن الظروف التي تمر منها البلاد اليوم لاتسعف في إهدار المزيد من الفرص والزمن في نقاش قضايا غير ذات أهمية كبرى، مؤكداً أننا في حاجة اليوم إلى ” جرأة سياسية كبيرة، وإستثمار لحظة الإنتخابات لتدشين نقاش حول كل القضايا وفي مقدمتها محاربة الفساد والرشوة والريع، وحسم التردد نحو الإنتقال الى الديمقراطية مع فصل للسلط وتوزيع عادل للثروة لبعث الأمل في المستقبل”.


تساقطات ثلجية ورياح عاصفية تضرب هذه المدن المغربية

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى