الشعبي لـ”سيت أنفو”: خلل وزارة الصحة في التواصل فتح باب الأخبار الزائفة

لا يخفى أهمية التواصل في لحظة الأزمة، وهذا ما أبرزته جائحة “كورونا” التي حلت بالمغرب منذ ثلاثة أشهر، إلا أن الوزارات لم تتعود على التفاعل مع أسئلة المواطنين والصحافيين في الأيام العادية، وهاهي اليوم تجد نفسها وسط دعوات بالتفاعل والتجاوب في ظل تنامي دور مواقع التواصل الإجتماعي، ولعل وزارة الصحة أوضح مثال، التي لم تتجاوز “نقطة التواصل” للمرور إلى مرحلة “استثمار الأزمة”.

في هذا الصدد، قال الدكتور ابراهيم الشعبي، أستاذ مادة تحليل الأحداث بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، أن “ما تقوم به وزارة الصحة في لقاءاتها اليومية مع الصحافة حول الحجر الصحي المفروض بسبب وباء “كورونا”، بغض النظر عن بعض الاستثناءات، لا يعتبر، لا ندوة صحفية، ولا تواصلا مؤسساتيا، بالمعنى الإحترافي للكلمة، بل عبارة عن عملية تقنية لا تعدو أن تكون لقاءا إخباريا من اتجاه واحد”.

وأضاف الشعبي في تصريح لـ”سيت أنفو” أن “التواصل المؤسساتي يرتكزُ على مستويين اثنين: تواصل داخلي وآخر خارجي، ولا يمكن أن يكون هذا الأخير جيدا، هادفا ومقنعا، إذا كان التواصل الداخلي سيئا، فالإتهامات التي نشرت حول صفقات مشبوهة للمعدات والأدوية والصراعات بين المسؤولين السامين في الوزارة، سواء بين المدراء المركزين ومحيط الوزير وخاصة الكاتب العام للوزارة أو الخصام الكبير بين الوزير نفسه ومديره في مديرية علم الأوبئة محمد اليوبي، الذي كان إلى وقت قريب حلقة الوصل الوحيدة مع الرأي العام المغربي.، أساءت بشكل كبير لصورة التواصل والإخبار”.

وأكد أن “التواصل هو فن التفاهم والوضوح وتبادل المعلومات والتساؤل حولها دون التشويش على الرسالة الإعلامية، وتأمين تدبير جيد وسلس لتدفق المعلومات والمعطيات والوقائع مع إمكانية استحضار مناقشتها، وبناء ثقافة التواصل تقتضي من المسؤولين عن المؤسسة المعنية أن تستثمر مجهوداتها كاملة، وإمكانياتها المتاحة لخلق أجواء سليمة لتحقيق تواصل قوي، مقنع وهادف”.

وأبرز أن “ما يقع إلى حدود اليوم في وزارة الصحة أفسد العملية التواصلية برمتها، مما استدعى مناقشتها ومساءلتها في لجنة القطاعات الإجتماعية بمجلس النواب حيث دخل العديد من ممثلي الأمة على خط التنبيه لما يقع بوزارة الصحة الذي أصبح تواصلا معتلا ومريضا، وهنا نتسائل عن سبب غياب قطاع الاتصال في التواصل الحكومي، حيث غاب التضامن الحكومي، وتُركت وزارة الصحة تواجه مصيرها بمفردها، خاصة بعدما اعفى الملك وزيران فشلا في تدبير هذا القطاع ( محمد الأعرج والحسن عبيابة )”.

وشدد رئيس المركز الوطني للإعلام و حقوق الانسان، أن الوباء فاجأ الجميع، والعديد من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية لم تكن مستعدة لمواجهة هذه الجائحة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس، لكن كان من المفروض في المؤسسات العمومية التي تحترم نفسها ومرتفقيها، وخاصة في وزارة من حجم وزارة الصحة أن تكون لديها خلية ازمة دائمة للكوارث الصحية المحتملة، فضلا عن خلية إعلامية متخصصة في التواصل والإعلام”.

وأشار إلى أن “الأمر الذي أظهر بجلاء؛ محدودية كبيرة في التواصل وارتباك كبير، خاصة بعد نشر بعض مقاطع الفيديو في بعض منصات التواصل الإجتماعي، يبين الإهمال الكبير لمرضى فيروس “كورونا”، والحالة المقلقة جدا للعديد من المصالح والأقسام التي كانت تستقبل المصابين بالوباء الأمر الذي استدعى تدخلا ملكيا سريعا لجهاز الجيش، لمراقبة المستشفيات مع أوامر للجسم الصحي العسكري لمساعدة الاطباء العموميين وبناء المستشفيات الميدانية في بعض جهات المملكة.

ونبه إلى أن “الخلل الكبير في التواصل آت من غياب استراتيجية واضحة ومتكاملة، الشيء الذي فتح الباب شاسعا للشائعات والإخبار الزائفة ومقاطع فيديو ملفقة وكاذبة، لذلك ظلت العديد من الإشكالات غامضة والعديد من التساؤلات عالقة، حيث باتت وزارة الصحة تكتفي بتقديم أرقام جافة دون طرح أسئلة حولها، لأن من حق بل من مسؤولية الصحفي المهني البحث عن الحقيقة كاملة، وليس استقبال الأرقام ومعطيات دون مساءلتها، وهكذا تحولت وزارة الصحة إلى وزارة للإحصاء والفرح بالمتعافين ونعي الذين قضوا بسبب هذه الجائحة”.


“إسكوبار الصحراء”.. قرار محكمة البيضاء في حق الناصري وبعيوي

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى