“البيجيدي” يحذر أحزاب المعارضة من الدخول في منطق المنافسة الانتخابية قبل الآوان
” الطبيعي أن تتهيأ الدولة والأحزاب للاستحقاقات الانتخابية، ومن حق أحزاب المعارضة أن تقوم بدورها المقرر لها دستوريا، ومن حق المركزيات النقابية أن تدافع عن حقوق العمال وتتبنى مطالبهم، لكن ليس من حق أي من هؤلاء أن ينتهز الفرصة من أجل تصفية حسابات سياسوية أو حزبية ضيقة، أو أن يفكر في مصالحه الخاصة، وأن يدخل في منطق المنافسة الانتخابية قبل الأوان، ونشر السوداوية لربح نقاط لصالحه على حساب المصلحة الوطنية العليا”.
هذه خلاصة افتتاحية مجلة العدالة والتنمية في عددها ال 19.
وجاء في ذات الافتتاحية، أنه أيضا من “حق المقاولات أن تشكو أوضاعها وصعوباتها على ضوء ما تولد عن جائحة كورونا من مضاعفات على الاقتصاد الوطني عموما وعلى أوضاعها، وأن تطلب دعم الدولة، وتبرز صعوباتها وعجزها عن الوفاء بالتزاماتها الاجتماعية”، لكن كل هذا يجب أن يكون بعيدا عن منطق تصفية الحسابات السياسية والحزبية الضيقة، خاصة في ظل ظرفية تقتضي مواصلة ثقافة وسلوك التضامن الوطني الذي تفرضه تحديات الجائحة.
ونبه المصدر ذاته، إلى أن كل ما تم تحقيقه إلى حدود اليوم في مواجهة الوباء،مشيرا إلى أن عددا من المعطيات ” ستتغير إذا قدر الله ظهور موجة جديدة من جائحة كورونا أو تواصل زحف كوفيد 19 ليعصف بكل المكتسبات التي تحققت إلى حد اليوم “، لهذا يضيف المصدر ” من غير المناسب اليوم النفخ في اختلافات في التقديرات السياسية أو غير السياسية، بين التنظيمات الحزبية المختلفة أو داخلها، وجعلها على صدر الأولويات في زمن تعتبر الجائحة المعركة الأولى التي ينبغي أن تتصدر لائحة اهتمامات تلك التنظيمات”.
ويردف المصدر ذاته ” من غير المناسب أن يتم انتهاز الصعوبات الاقتصادية للمقاولة من أجل الإجهاز على الحقوق الأساسية للعمال، دون فتح حوارات يتم فيها التوافق مع الشركاء الاجتماعيين على كيفية مواجهة التحديات التي تواجه الشغيلة والمشغلين على حد سواء”، ومن غير المناسب أيضا ” أن تتحول الأوضاع الاجتماعية للعمال الناتجة عن تدهور أوضاع المقاولات إلى فرصة لمزيد من تأزيم العلاقات المهنية”.
وشدّد المصدر على أن ” واجب الوقت يفرض مواصلة التلاحم الوطني وتعبئة المواطنين من أجل التصدي لـ”الخصم” الأول الذي يهدد الاقتصاد، ويهدد المقاولة، ويهدد العمال، ويهدد التماسك الاجتماعي، ويهدد مصداقية الأحزاب والنقابات والتنظيمات، ويتحدى مدبر الشأن العام ليس في بلادنا، بل في جميع بلدان العالم، والمدخل لذلك هو تعزيز ثقافة التضامن التي برزت واضحة في الشهور الأولى لظهور الجائحة سواء من خلال التدابير التي اتخذتها السلطات العمومية بتوجيهات ملكية سامية أو من خلال مختلف مظاهر التضامن الاجتماعي والتزام مختلف التدابير الاحترازية اللازمة”.
وأبرز المصدر ذاته أن ” اليوم نحن في حاجة إلى إعادة تعبئة جديدة ترفع الروح المعنوية للواقفين في الخنادق الأمامية في مواجهة الجائحة، خاصة من رجال الصحة ورجال التعليم والسلطات والأجهزة الأمنية وقوات الجيش والدرك والقوات المساعدة والوقاية المدنية، وكل الساهرين على تأمين سير الحياة العادية”، كذلك ” نحن في حاجة إلى تعبئة وطنية شاملة ينخرط فيها الجميع تهدف تعزيز ثقافة المسؤولية لدى المواطن من خلال تحسيسه بدوره كمواطن في مقاومة الجائحة” .
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية