“البيجيدي” غير معني بالمشاركة الحكومية!!
البيجيدي غير معني بالمشاركة الحكومية!! … هي نفس الجملة الفريدة التي وردت في مقال لم يكن عابرا في الموقع الإلكتروني للحزب، خاصة وأنه كان يستجلي موقف حزب العدالة والتنمية من القاسم الانتخابي المثير للجدل.
وجاءت هذه الجملة في سياق الرد أيضا على شبه إجماع الأحزاب السياسية على اعتماد القاسم الانتخابي على أساس عدد المسجلين وليس بناء على عدد الأصوات الصحيحة بعد الفرز.
وتقول هذه الجملة ما يلي: « .. وأما اقتراح بعضهم قاموسا جديدا غريبا على قاموس السياسة وأدبياتها من قبيل ” الاحتكار الديمقراطي” في سابقة لم نسمع بها في الأولين ولا الآخرين، أو أن يدعو بعضهم الحزب أنه غير معني بالمشاركة الحكومية، فهو من الغرائب والعجائب … ».
ولأول مرة يشير “البيجيدي” في مقال حزبي إلى هذا الأمر الفريد، علما أنه سبقه أمر آخر لا يقل إثارة عن الأول، وإن تواتر على نطاق ضيق على هامش اجتماع سابق للأمانة العامة للحزب، يتعلق بإمكانية تقليص المشاركة السياسية للحزب في الانتخابات المقبلة، فهل هناك علاقة بين الحدثين؟
قال مصدر لـ”سيت أنفو” أن فكرة تقليص المشاركة لم يكن الغرض منها التقليص إلى الحد الذي يفقد الحزب المرتبة الأولى التي تؤهله لقيادة الحكومة المقبلة، وإنما هي رسالة لكل الأطراف المعنيين بالعملية الانتخابية، وهي رسالة لا تعدو أن توصف بكونها اليد الممدودة لكل من يعنيه أمر “البيجيدي” في سياق الانتخابات المقبلة، خاصة بعد أن بدأ الحزب يفقد الكثير من حلفاءه سواء في الحكومة وحتى خارحها، ومن بين آخر مؤشرات هذا الوضع الدقيق الذي يمر منه الحزب، التوافق الكبير لجل الأحزاب السياسية على اعتماد القاسم الانتخابي على أساس المسجلين باستثناء حزب العدالة والتنمية.
وإذا أضيف إلى هذا المؤشر الدال، الصراعات الظاهرة والخفية بين مكونات الأغلبية الحكومية، وفيها الكثير من الإشارات الموجهة لحزب العدالة والتنمية، وخاصة في الفترة الأخيرة التي تزامنت مع تدبير جائحة “كورونا” … هذا الحزب يصف الحكومة بكونها تفتقد للحس التواصلي السياسي، والآخر يعتبر قراراتها بدون مضمون سياسي .. وآخر يعتبر رئيس الحكومة قائدا لأغلبية لا تجتمع، فضلا عن كونها غير متماسكة بالشكل المطلوب … وهكذا يبدو حزب العدالة والتنمية رئيسا لحكومة بدون أن يظهر أنه قائد فعلي له !!
إذا كان هذا التقدير السياسي والحزبي هو الذي أجراه بعض قادة الحزب، فإن تقليص المشاركة السياسية يمكن تفسيره بكونه ورقة استباقية لأي سيناريو من السيناريوهات التي قد تجعله يظهر في الصورة وحيدا، وإن حافظ على رتبته الأولى في الانتخابات المقبلة.
وإذا تابعنا الرسائل الدقيقة التي جاءت في حوار إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي في برنامج “حديث الصحافة” على القناة الثانية، حينما عاد للحديث عن “البلوكاج” التي عاشته حكومة عبد الإله بنكيران، وقال هنا أن “البلوكاج” كان من طرف بنكيران وليس من طرف الأحزاب السياسية التي عبرت عن رغبتها في المشاركة في الحكومة، فإن الصورة قد تبدو مقلقة بالنسبة لقادة حزب العدالة والتنمية حول مستقبله في المشهد العام.
هناك من قادة الحزب الذين دخلوا على خط التوافقات القانونية الحاسمة لإجراء الانتخابات المقبلة، منهم من اعتبرها غير دستورية، وآخرين ردوا بأن مواجهتها ستكون “بما يلزم”.
اللغة، وإن كانت أكثر دقة، فإنها لا تخلو من توتر … وقد تكون أكثر تعبيرا عن الوضع الذي يمر منه الحزب في هذه الظرفية الدقيقة.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية