البرلمان الفرنسي يستفز المغرب ويستقبل وفدا من البوليساريو
في خطوة استفزازية للوحدة الترابية المغربية، استقبل البرلمان الفرنسي وفدا انفصاليا عن الجبهة الانفصالية البوليساريو، يضم كلا من سلطانة خيا ومحمد سيداتي، وسمح لهما برفع شعارات مضادة لوحدة الأراضي المغربية، داخل أروقة البرلمان الفرنسي.
هذه الخطوة الاستفزازية تأتي في سياق توتر تشهده العلاقات المغربية الفرنسية، ما يكشف وجود أزمة صامتة بين البلدين. إذ بعد أزمة التأشيرات الفرنسية، يأتي اليوم استقبال وفد الجبهة الانفصالية ليعزز هذا التوتر.
وكانت فرنسا قد قررت تخفيض التأشيرات الممنوحة إلى المغاربة بالنصف، وهو الأمر الذي دخلت الحكومة على خطه، بأن طرحت الموضوع للنقاش على طاولتها، بعدما أكد مصطفى بايتاس الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة أن رفض فرنسا منح التأشيرات للمغاربة مطروح على طاولة الحكومة، بعد أن استمعت هذه الأخيرة لانشغالات المواطنين بخصوص طلبات الحصول على التأشيرة الفرنسية للمواطنين المغاربة.
ويأتي هذا في ظل أزمة صامتة بين المغرب وفرنسا، ترجمها رفض القنصليات الفرنسية منح التأشيرات للمغاربة من طلبة ورجال أعمال وسياح ومقاولين وسياسيين وغيرهم، دون مبررات معقولة، وذلك راجع إلى قرار فرنسا منذ شتنبر من العام الماضي 2021 تشديد شروط منح التأشيرات للمغاربة بزعم عدم تعاون المغرب في إعادة مهاجرين غير قانونيين، وهو ما نفاه ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي إذ اعتبر القرار غير مبرر لمجموعة من الأسباب.
ومن بين هذه الأسباب، بحسب بوريطة، أن المغرب “كان دائما يتعامل مع مسألة الهجرة وتنقل الأشخاص بمنطق المسؤولية والتوازن اللازم بين تسهيل تنقل الأشخاص، سواء طلبة أو رجال الأعمال، وما بين محاربة الهجرة السرية والتعامل الصارم حيال الأشخاص الذين هم في وضعية غير قانونية”.
كما أوضح بوريطة أنه من منطلق هذه المسؤولية، أعطت السلطات المغربية تعليمات واضحة لاستقبال عدد من المواطنين الذين كانوا في وضعية غير قانونية بفرنسا؛ حيث بلغ عدد وثائق جواز المرور التي منحتها القنصليات المغربية خلال 8 أشهر من السنة الحالية 400 وثيقة.
واليوم، تأتي أزمة استقبال وفد الجمهورية الوهمية، ورفع علمها الوهمي داخل أروقة البرلمان الفرنسي، ليؤجج الخلاف بين البلدين بشكل أكبر، خاصة وأن الملك محمد السادس، سبق له أن أكد في خطابه أن قضية الصحراء المغربية، هي النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو الملف الذي يقيس به المغرب صدق الشراكات.
وقال الملك محمد السادس في خطابه: “أوجه رسالة واضحة للجميع: إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات”. وأضاف في خطابه “ننتظر من بعض الدول، من شركاء المغرب التقليديين والجدد، التي تتبنى مواقف غير واضحة، بخصوص مغربية الصحراء، أن توضح مواقفها، وتراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل”.
وأضاف الملك محمد السادس “لقد تمكنا خلال السنوات الأخيرة، من تحقيق إنجازات كبيرة، على الصعيدين الإقليمي والدولي، لصالح الموقف العادل والشرعي للمملكة، بخصوص مغربية الصحراء”.