“البام” و”البيجيدي” .. كل الطرق تؤدى إلى تحالف حكومي مقبل
لا شيء يمنع تحالف الأصالة والمعاصرة وحزب العدالة والتنمية في حكومة يقودها واحد من هذين الحزبين في الانتخابات التشريعية المقبلة، والتقدير هذا يعود لعبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب “البام” في آخر خرجة إعلامية على قناة “سكاي نيوز عربية” مساء أمس، حينما فصل عبد اللطيف وهبي الخيط الأبيض عن الأسود في هذه القضية التي ظلت تظهر وتختفي طيلة سنوات.
وإذا تابعنا التصريحات الواضحة وحتى المضمرة لقائد “البام” وفي نفس المناسبة، فإن سؤال تحالف الغريمين في حكومة ما بعد انتخابات 2021 أصبح متجاوزا، على الأقل بالنسبة لحزب الأصالة والمعاصرة.
قال عبد اللطيف وهبي أن سؤال التحالف بين الحزبين في الحكومة، كان سؤالا خاطئا في فترة ما قبل المؤتمر الوطني الأخير لحزب الأصالة والمعاصرة، مثلما كانت الكثير من الأهداف المعلنة من قبل القيادة السابقة لـ”البام” خاطئة، على لأقل في نظره وفي تقدير عدد من رفاقه الذين حملوه إلى قيادة الحزب في المؤتمر الأخير.
كثير من التصورات والتمثلات التي أُلصقت بالحزب، يقول عبد اللطيف وهبي، لم يكن على اتفاق معها، ومن بينها أسباب الوجود، وعلى رأسها، قطع الطريق على الإسلاميين، والمقصود بهم بالضبط حزب العدالة والتنمية، وحينما كان معد الحلقة يعيد على عبد اللطيف وهبي تصريحات نارية لسعد الدين العثماني، ومنها أن “البام” جاء بالخصوص لمواجهة الإسلاميين في الساحة السياسية والمجتمعية، وأن مثل هذا الهدف لا يستحق أن يكون معه حزب الأصالة والمعاصرة حزبا، رد قائد “البام” أن مثل هذه التصريحات وأكثرها قوة كانت ردا على تصريحات لا تقل سخونة لقيادات سابقة في “البام”.
كان يقصد عبد اللطيف وهبي المرحلة التي كان إلياس العماري أمينا عاما للحزب، وإذا كانت المناسبة شرطا، فقد أعاد معد حلقة “المواجهة” تصريحا ساخنا لإلياس العماري قال فيه أن الحزب يدافع عن الإسلام وليس مع الإسلاميين، رد عبد اللطيف وهبي، أن مثل هذه التصريحات هي الأخرى تدخل في خانة الماضي.
وحتى حينما سأله معد البرنامج ما إن كانت إجابات وهبي “انقلابا” على أسباب تأسيس الحزب ومرجعياته، رد هذا الأخير أن توجها عاما في الحزب هو الذي قاده للأمانة العامة للحزب في المؤتمر الوطني الأخير، وأن الأطراف التي كانت تنتمي للمقاربة السياسية والفكرية السابقة أصبحت تمثل أقلية أو “جيوبا” ليس إلا، على حد قوله.
ولحسم الصورة أكثر، زاد عبد اللطيف وهبي في التأكيد أنه زار عبد الإله بنكيران الأمين العام السابق لـ”البيجيدي”، وجرى بينهما نقاش طويل، وقال إنه صديق له، كما هو الشأن مع سعد الدين العثماني الذي سبق والتقاه لأكثر من ساعتين في إطار الجولة التي قام بها مع أمناء الأحزاب السياسية، قبل أن يضيف أنه يلتقي قيادات في حزب العدالة والتنمية وأن “التصورات السابقة تم تجاوزها”.
وحينما جاء السؤال مباشرا: هل أنتم مستعدون للتحالف مع البيجيدي في حكومة يقودها هذا الأخير؟ رد عبد اللطيف وهبي، أن لا شيء يمنع من ذلك من الناحية المبدئية، والخطوط الحمراء في السياسة ليست مقدسة، وأن الحزب منفتح على كل القوى السياسية، وأن التحالف الحكومي مع البيجيدي مرتبط بالتفاصيل المتعلقة بالحقائب والبرنامج.
باختصار، وبهذه الصورة، كل الطرق تؤدي إلى تحالف حكومي ما بعد انتخابات 2021، لكن إذا كانت الصورة واضحة لحزب الأصالة والمعاصرة إلى هذا الحد، فهل يقبل إخوة العثماني بالتنازل عن كل المواقف النارية اتجاه “البام”؟
هذا واحد من الأسئلة التي توزع “البيجيدي”، كما هو الشأن لمسألة تقليص المشاركة في الانتخابات المقبلة.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية