“البام” للحكومة: ثلثي المغاربة يعيشون بالاقتصاد غير المهيكل.. والمعارضة تسعى لتطوير الأوضاع عبر تنبيه الحكومة

شدد حزب الأصالة والمعاصرة على أن ” المعارضة”  بالنسبة إليه “لم ولن تكون معارضة من أجل الإشهار المنتظم لموقف “لا”، بل هي معارضة تسعى إلى الدفع بتطوير الأوضاع العامة خدمة للوطن والمواطنين، عبر تنبيه الحكومة حين يكون هناك ما يستوجب التنبيه، أو الرفض متى كان ذلك ضروريا، أو حتى الدعم متى كانت سياسة الحكومة منسجمة مع تطلعات المواطنين”.

وأكد “البام”، اليوم الإثنين، من خلال مداخلة لرشيد العبدي، رئيس فريقه النيابي بمجلس النواب، بمناسبة مناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2021، أكد على أنه حزب يتوخى أقصى درجات الموضوعية، ولا يبني المعارضة على أسس إيديولوجية، بل على أسس سياسية ترتبط عضويا بالاختيارات الحكومية على مستوى السياسات العمومية وطرق تنزيلها على أرض الواقع ” ومن هنا نرفض أي مصادرة للنقاش عبر تهريبه إلى متاهات إيديولوجية أو سياسوية شعبوية، سواء من طرف الأغلبية أو المعارضة” يشدد العبدي.

واعتبر العبدي أن “هذا النقاش في وضع يدعو إلى الالتباس بحكم أننا نعيش وضعا هو جزء من أزمة عامة يشترك فيها العالم كله، غير أننا لن نسمح بتحويل هذه الأزمة المستجدة إلى غطاء لإخفاء أزمات كانت قائمة قبل الجائحة، بل إن وضعنا الحالي كان بإمكانه أن يكون أفضل لو كانت لدينا مناعة أكبر لاستقبال الجائحة”، مؤكدا على أن ” التمييز هنا ضروري بين اللحظة وبين تراكمات السنوات الماضية التي جعلتنا أقل فعالية في مواجهة انعكاسات الجائحة”.

وأضاف العبدي في السياق ذاته أنه ” إذا كانت هذه التراكمات حاسمة في إنتاج المستوى المتواضع الذي واجهت به بلادنا الأزمة رغم التضحيات الهائلة لكافة الشرائح الاجتماعية، فلأن أولويات الحكومة وأغلبيتها لم تكن دائما تلك التي طوقها بها الناخبون، بل لا نبالغ مطلقا بالإقرار أن الأولويات طغى عليها دائما الهاجس السياسي المصلحي”.

وأشار رئيس الفريق النيابي لحزب الأصالة والمعاصرة إلى أن هناك العشرات من الأمثلة على ما سبق، معتبرا أن ” أكثرها وضوحا وإثارة للاستغراب ما نعيشه منذ أسابيع من نقاش أقل ما يمكن أن يوصف به أنه يستهتر بمشاعر المغاربة… ففيما تزداد أوضاع المواطنين سوءاً تفاقمت حدتها مع الجائحة لدرجة أن شريحة واسعة فقدت مصدر قوتها اليومي، لم تجد الحكومة وأغلبيتها أفضل من ملأ ساعات النهار، وحتى الليل، بصراع بئيس حول القوانين الانتخابية بتفاصيلها المملة التي لا ترقى حتى إلى الاهتمامات الهامشية للمواطن البسيط فأحرى إلى اهتماماته الأساسية”.

وأردف العبدي في ذات السياق:” طبعا لا نعني بهذا أنه لا يجب الخوض في القوانين الانتخابية، بل نقصد تحديدا أنه من غير المقبول من موقع المسؤولية الحكومية أن يخلو النقاش العمومي كليا من القضايا الجوهرية والمصيرية، ونحن نشاهد التطورات الحساسة لقضيتنا الوطنية الأولى، والارتباك الخطير للوضع التعليمي الذي يهدد جيلا كاملا من أبناء المغاربة، والبوادر الواضحة للاحتقان الاجتماعي بفعل تسريح العاملين بالجملة، والنتائج المخيفة لسنة فلاحية جافة، والوقوف على حافة الهاوية التي يقودنا إليها ارتفاع المديونية … وعشرات القضايا الأخرى … ومع ذلك تطغى على الساحة الأنانيات الحزبية ولغة حساب المقاعد في الانتخابات المقبلة ، إذ لا صوت يعلو فوق صوت الوزيعة، ثم بعد ذلك، وبدون خجل ولا حرج، يأتي من يتحدث عن العزوف ونفور الشباب من السياسة”.

وشدد العبدي على ضرورة التفريق ما بين أوضاع حالية لعبت فيها الجائحة دور الكاشف المعري للعيوب والنقائص، وبين التراكمات التي تمخضت عن السياسات الحكومية طيلة السنوات التسع الماضية ” وهنا قد تنتفض الأغلبية الحكومية، وتحتج على الاقتصار فقط على تسع سنوات، وتطالب بالذهاب إلى ما قبل ذلك في رصد السياسات العمومية”.

واعتبر العبدي أن تسع سنوات من التدبير الحكومي كانت ” على خلفية وعود انتخابية غير مسبوقة لننتهي إلى الخلاصة الرهيبة التي كشفتها الجائحة، وهي أن ثلثي المغاربة يعيشون بالاقتصاد غير المهيكل. هذه مصيبة بكل المقاييس تختزل وحدها الإجابة الشافية على السؤال التقليدي: لماذا عجز المغرب عن اللحاق بالبلدان الصاعدة؟”، مردفا:” تسع سنوات من التدبير الحكومي، ومن الضجيج والكلام الغليظ والتهجم الدائم على المعارضة وكأنها هي المسؤولة عن التدبير، وفي النهاية اكتشفنا أن مستشفياتنا لم تصمد أمام بضعة آلاف من المرضى في بلد ال36 مليون نسمة”.

 


تساقطات ثلجية ورياح عاصفية تضرب هذه المدن المغربية

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى