استمرار الجفاء بين البيجيدي والبام!
لا يبدو أن جوهر العلاقة بين حزب العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة ستتغير، على الأقل في الظروف الحالية!
فعلى الرغم من تغيير قيادة «البام» وانتخاب عبد اللطيف وهبي أميانا عاما للحزب خلفا لحكيم بنشماس، وبروز وجوه جديدة في المكتب السياسي، وحتى بعد الزيارات التي قام بها عبد اللطيف وهبي لقيادات عدد من الأحزاب، ومن ضمنهم حزب العدالة والتنمية، إلا أن العلاقة بين الحزبين ما تزال نفسها!
ومرد هذا الوصف ليس فقط تدوينة عبد العالي حامي الدين التي قال فيها إن حزب الأصالة والمعاصرة يجر وراءه تركة ثقيلة من الجرائم التي ارتكبت في العهد السابق لحزبه، وأن بناء علاقات جديدة مع الأحزاب السياسية الوطنية، مبنية على الثقة، يمر عبر تصفية تركة الماضي، بالكشف عن الحقائق الخفية، التي توجد في أرشيف هذا الحزب، وداخل مطبخ الشؤون المالية الذي كان يشرف عليه إلياس العماري … ولكن لأن اللقاء الذي جمع وهبي بالعثماني لم يتجاوز حدود المجاملة.
الزيارات التي قام بها عبد اللطيف وهبي لعدد من قادة الأحزاب السياسية، الأهم فيها تقديم صورة مغايرة للتي اشتهر بها الحزب في علاقته بباقي الأحزاب، والتي اتسمت في فترة سابقة بالتشنج والاصطدام، ومحاولة طي كل الانطباعات والمواقف والتصورات والتمثلات التي تشكلت عن الحزب منذ نشأته، خاصة وأنه ما يزال متهما بخطيئة النشأة، على الأقل بالنسبة للبيجيدي.
كل المعطيات المتوفرة حتى الآن، لا تشير إلى تغير جوهر العلاقة بين الحزبين، وليست تدوينة عبد العالي حامي الدين سوى واحدة من هذه الإشارات، كما أن “البيجيدي” لم يقدم أي مؤشر في التقارب مع “البام” حتى في عهد عبد اللطيف وهبي، وما تزال دائرة تحالفاته تخلو من الأصالة والمعاصرة الذي ما يزال بدوره خطا أحمرا لدى العديد من قيادات الحزب، فضلا على أنه لا يشعر بضرورة التحالف مع “البام” بعد الاستحقاق التشريعي المقبلة، إلا إذا أصبح «البام» جزءا من مكونات حكومة بأكثر من ثلاثة أو أربعة أحزاب.
صحيح، السياسة هي فن تدبير الممكن، وهي مجال للمصالح، لكن كل يمنع من وجود مصلحة قدرية لتحالف قائم بين “البام” و”البيجيدي”، إلا إذا أرادا معا أن يشعرا بكثير من الحرج لدى الرأي العام في التواجد في حكومة واحدة، خاصة بالنسبة للبام إذا كانت هاته الأخيرة يقدوها البيجيدي، بعد أن انتقدا بعضهما البعض بكثير من القسوة.
المشهد السياسي العام ما يزال بعيدا ليكون قائما على ركيزتي البام والبيجيدي. كل الأحزاب جاهزة لإدارة الشأن العام. وكلها قادرة على الاصطفاف في المعارضة، لكن السؤال الذي ما يزال يُثير زملاء وهبي: ألا يتخوف قادة البام على حزبهم إذا استمروا خارج الحكومة لولاية أخرى؟
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية