ابن عتيق: تعديلات النظام الداخلي للاتحاد الاشتراكي انتكاسة لا تخدم اليسار
شدّد عبد الكريم ابن عتيق، مرشح الكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، على رفضه للتعديلات التي طرحت أمس السبت، للمصادقة على المجلس الوطني للحزب مست جوهر النظام الداخلي للحزب، بل أعادت صياغة الهندسة القانونية المتفق عليها من خلال برلمان الحزب أي المجلس الوطني.
القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي، أصدر بيانا، عقب انعقاد لجنة التنظيم أمس السبت بالمقر المركزي للحزب بالرباط، من أجل تقديم الخلاصات الأولية المزمع عرضها على المؤتمر الحادي عشر للتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، و التي طرحت للمصادقة على المجلس الوطني للحزب، أوضح فيه أن المشروع المقدم في هذه اللجنة أعاد كتابة النظام الداخلي في تطاول تام على اختصاصات المؤسسات الحزبية ذات سلطة التقرير في هذا المجال، ففيما يخص الباب المتعلق بتنظيم المؤتمر فإن المادتين 71 و 72 واضحتين و لا تحتملا التأويل واللتين تنصان على أن المؤتمر الوطني أعلى سلطة تقريرية ينعقد بصفة عادية مرة كل أربع سنوات، في حين أن لجنة التنظيم وبدعوى الجائحة اعتبرته مؤتمرا عاديا بإجراءات إستثنائية، مستغلة قانون الطوارئ لتقترح منصات جهوية ليتسنى للمؤتمرين المساهمة عن بعد و هي صيغة غير منصوص عليها بتاتا في المادتين 71 و 72 مما يعتبر إستغلالا للفراغ القانوني”.
أما فيما يخص مسطرة انتخاب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، قال ابن عتيق، إن لجنة التنظيم اقترحت على أن الطلبات تقدم لرئاسة المؤتمر يوم افتتاح أشغاله، في حين أن المادة 213 تنص صراحة أن رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر يعلن عن فتح باب الترشيح للكتابة الأولى 30 يوما على الأقل قبل افتتاح المؤتمر بواسطة مقرر صادر عن سكرتارية اللجنة التحضيرية، يحدد تاريخ بداية و نهاية الأجل المحددة لإيداع الترشيحات وتضيف المادة 214 في هذا المجال أن الطلبات تقدم في اسم رئيس اللجنة التحضيرية وليس في إسم رئاسة المؤتمر يوم افتتاحه، بل إنها توضع من طرف المرشح بصفة شخصية أمام مدير المقر المركزي للحزب ثم إن المادة 212 للنظام الداخلي للحزب توضح صراحة أن إنتخاب الكاتب الأول يتم في المؤتمر و من طرف كافة المؤتمرين بلإقتراع السري بالأغلبية المطلقة، في حين أن التعديل الأخير ينص على أن انتخاب الكاتب الأول سيتم من طرف أعضاء الكتابات الجهوية المنتخبة في المنصات الجهوية بالإضافة إلى أعضاء المجلس الوطني بالصفة، مما يشكل مخالفة للمادة المذكورة سلفا و تراجعا صريحا عن المكتسبات التي حققها الاتحاد الاشتراكي خلال الثلاثين سنة الأخيرة”.
وأضاف ابن عتيق “فبعد أن كان الإتحاد الاشتراكي سابقا قبل المؤتمر السادس ينتخب لجنة مركزية تنتخب بدورها المكتب السياسي و هذا الأخير ينتخب الكاتب الأول، في حين انتقل الإتحاد من ديمقراطية داخلية متحكم فيها، إلى ديمقراطية واسعة حقيقية تمارس من طرف القواعد الحزبية داخل المؤتمر باعتباره أعلى سلطة تقريرية”.
وخلص ابن عتيق “بناءا عليه أعلن للرأي العام الإتحادي و من خلاله لكل متتبع للحقل السياسي والحزبي ببلادنا أن هذه التراجعات هي انتكاسة لا تخدم اليسار وكل القوى الإشتراكية التي ناضلت لتجعل من الديمقراطية ركيزة أساسية من ركائز بناء المجتمع”.