إذا حدث وفاز “البيجيدي” بالرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية

إذا حدث وفاز حزب العدالة والتنمية بالرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية، فهل يتمكن من تشكيل الحكومة وقيادتها في أجواء مقبولة تضمن حد أزدنى من التفاهم والتعاون بين مكوناتها طيلة الخمسة سنوات المقبلة؟

إن الفترة سنوات التي قضاها الحزب في قيادة حكومة سعد الدين العثماني، فضلا عن خلاصات التجربة السابقة في عهد عبد الإله ابن كيران، والاصطدامات الظاهر منها والخفي في التجربتين معا، هي بعض من الأسباب التي تدفع إلى طرح السؤال أعلاه في العنوان وبداية المقال.

ولا بد لأي متتبع، فضلا عن قادة الحزب، وخاصة ممن يدركون أكثر من غيرهم، أنهم مقبلون على تجربة أخرى مضنية، إذا حدث وفاز “البيجيدي” بالرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية المقبلة، خاصة مع الإشارات السياسية التي تلقاها الحزب في الآونة الأخيرة، ومنها على وجه الخصوص توافق جل الأحزاب على القاسم الانتخابي الذي يعتمد المسجلين في اللوائح الانتخابية، بدل نمط الاقتراع المعتاد الذي يعتمد الأصوات الصحيحة.

وإذا حدث وفاز “البيجيدي” بالرتبة الأولى، مع كل هذه الملاسنات والمشاحنات التي انتهت بها حكومة سعد الدين العثماني، فهل يتمكن هذا الأخير من تشكيل حكومته؟ وهل يمكن أن يعيش نفس السيناريو الذي عاشه عبد الإله ابن كيران؟ وإذا حدث وتمكن من تشكيل أغلبيته، فهل يستطيع قيادة الحكومة توفير ظروف حد أدنى من التفاهم والتعاون مع باقي المكونات طيلة خمسة سنوات؟

وإذا علمنا أن جل الأحزاب السياسية، سواء التي توجد الآن في الأغلبية أو في المعارضة، كلها جاهزة للمشاركة في الحكومة المقبلة، فمن سيركب سفينة الحكومة المقبلة، وكم من حزب سيظل بالمعارضة؟ وبالتالي هل يعيد الحزبا الكرة بقيادة حكومة من خمسة أو ستة أحزاب، وبمعارضة قد لا يكون لها أثر ولا تأثير؟

إذا حدث وفاز حزب العدالة والتنمية، مع كل الاهتزازات التي عاشتها حكومة سعد الدين العثماني مع مكونات الأغلبية، وما ينتظر المشهد الوطني من تحديات دقيقة مرتبطة بإعادة بناء الاقتصاد الوطني بعد الجائحة، فهل يستطيع تحقيق ما ينتظره ملايين المغاربة في التنمية والشغل والصحة والتعليم؟

إن جزءا من هذه التحديات كانت موضوع نقاش دقيق في المجلس الوطني الاستثنائي نهاية الأسبوع الماضي، ومن الأعضاء من استشعر المخاطر التي تنتظر الحزب في المستقبل إن قاد الحكومة، ومن الأعضاء من استبق الأمر باقتراح محتشم بعدم المشاركة في الانتخابات وبالتالي العودة للمعارضة، على الرغم من أن قيادة الحزب حسمت الأمر، وفصلت الخيط الأبيض من الأسود باستمرار الحزب في المواجهة والواجهة باعتباره خطا استراتيجيا مبدئيا يتغيى الإصلاح.

وإذا حدث وفاز حزب العدالة والتنمية بالرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية، وحدث وكان الحزب في قيادة الحكومة المقبلة، وارتفعت تحديات الواقع لمستويات أكبر من المتوقع والمنتظر، وفاقت قوة الحزب في التماسك والوحدة التي دعى إليهما سعد الدين العثماني في أكثر من مناسبة آخرها في المجلس الوطني الاستثنائي، إذا اجتمعت كل هذه المتناقضات، فقد يكون الحزب أجرى دورتين كاملتين على نفسه، وليس دورة واحدة على حد قول القيادية أمينة ماء العينين، دون أن يضع خلاصات الدورة الأولى تحت مجهر البحث والتحليل والمناقشة!

 


انخفاض أسعار اللحوم الحمراء المستوردة ومهني يوضح لـ “سيت أنفو”

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى