وزراء خارجية العرب يرفضون التدخلات الأجنبية في الشأن العربي
أكد وزراء الخارجية العرب، في ختام اجتماعهم الطارئ، أمس الاثنين بالقاهرة، أن التطورات التي تشهدها المنطقة العربية، تستوجب وجود موقف عربي جامع يحول دون التدخلات الخارجية في الشأن العربي ويحقق الحماية للأمن القومي العربي ويخدم المصالح العربية المشتركة.
وشدد الوزراء العرب، في قرار توج أعمال الاجتماع، على ضرورة استعادة الزخم للعمل العربي المشترك استنادا إلى رؤية تواكب التطورات وتسعى لتحقيق مصالح الشعوب العربية في عالم متغير تتعدد فيه التحديات، وإلى مبدأ سيادة القرار للدول العربية، مع التمسك الكامل بالقضايا المبدئية والحقوق الثابتة التي لا تتغير مع الظروف وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأبرز القرار، أن الأمن القومي العربي جزء لا يتجزأ من الأمن الوطني لكل دولة ، مشيرا إلى “ضرورة وقوف الدول العربية صفا واحدا لمواجهة الأخطار المحدقة والتدخلات الدولية والإقليمية والانتهاكات الاسرائيلية المتكررة لسيادة الدول العربية للدفاع عن المصالح العربية المشتركة”.
وسجل أن الدول العربية “كمجموعة تحت مظلة جامعة الدول العربية تدافع عن مصالح مشتركة، وعن الأمن القومي العربي، وسط التفاعلات والتطورات المختلفة على الساحة الدولية، بما يحول دون الضغوط والتدخلات من القوى الإقليمية والدولية لتحقيق أجندات ومصالح تلك القوي على حساب المصالح العربية، وتسعى للحفاظ على مفهوم ومنطق الدولة تأمينا لوحدة الشعوب وبعيدا عن منطق الانقسام داخل المجتمعات العربية”.
وجدد رؤساء الدبلوماسية العرب، التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، والتزام كافة الدول العربية بدعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وغير القابلة للتصرف، وعلى رأسها تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة ، على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وشددوا في هذا الصدد على التمسك بحل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، على أساس القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية بكامل عناصرها ومبدأ الأرض مقابل السلام، واعتبار هذا الحل السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط ومطالبة الجانب الإسرائيلي بالاستجابة لمبادرة السلام العربية.
وعبروا عن رفضهم لأية مشاريع أو خطوات إسرائيلية أحادية تنتهك حقوق الشعب الفلسطينى، وتخالف القانون الدولي وتقوض حل الدولتين الذي لا بديل عنه، داعين للالتزام بقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها قرارات مجلس الأمن الدولي الداعية إلى الوقف الفوري والكامل لكافة أنشطة الاستيطان بما ذلك في القدس الشرقية.
وحث الوزراء العرب الأطراف الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة والرباعية الدولية، على اتخاذ خطوات عملية من أجل إطلاق مفاوضات ذات مصداقية تعالج جميع قضايا الحل النهائي، تفضي إلى إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة عام 76 وإلى تحقيق السلام العادل والشامل على اساس حل الدولتين.
وسجلوا الحاجة الملحة للوفاء بالالتزامات الناشئة بموجب مقررات القمم العربية المتعاقبة بشأن دعم موازنة دولة فلسطين، وتفعيل شبكة الأمان المالية بأسرع وقت ممكن، كما أشادوا بالدور الهام الذي تقوم به وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ” الأونروا ” في توفير المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين، وحثوا المجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماته تجاه هذه الوكالة الدولية، من أجل مساعدتها على تجاوز العجز المالي الكبير الذي تعاني منه ، والايفاء بالتفويض الممنوح لها بقرار انشائها.
وكان المغرب قد شارك في هذا الاجتماع، بكلمة ألقاها وزير الخارجية ناصر بوريطة، من المخاطر الداخلية والخارجية التي تستهدف تقسيم البلدان العربية، داعيا لاستنهاض الهمم لمواجهة هذه المخططات.
وقال بوريطة، في كلمته، “وفق رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس للعمل العربي المشترك التي تستند إلى أهمية التحليل الموضوعي المتجرد للواقع العربي، فإنه يتعين التنبيه إلى المخاطر الداخلية والخارجية التي تستهدف تقسيم البلدان العربية، وذلك لاستنهاض الهمم لمواجهة تلك المخططات بغية استرجاع سلطة القرار العربي ورسم معالم مستقبل يستجيب لطموحات شعوبنا في التنمية ويليق بالمكانة الحضارية لامتنا العربية في ظل الاحترام الكامل للوحدة الترابية والسيادة الوطنية للدول العربية”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية