نوفل بوعمري: رئيس تونس مُصر على تحويل دولته إلى ولاية جزائرية متحكم في قرارها
اعتبر نوفل بوعمري، محلل سياسي ومحام وخبير في ملف الصحراء، أن خطوة استقبال زعيم تنظيم البوليساريو المليشياتي الإرهابي، هي خطوة تعكس إلى أي حد وصلت إليه تونس في اختياراتها الخارجية خلال فترة حكم قيس السعيد.
وقال المحلل السياسي في تصريح لـ “سيت أنفو”، إن تونس مع تجربة قيس السعيد لا تعيش فقط وضعا مضطربا داخليا بل على المستوى الخارجي أي محيطها مع الجيران، بحيث أنها أصبحت أداة من أدوات النظام الجزائري في صراع هذا الأخير سواء فيما يتعلق بالملف الليبي أو فيما يتعلق بملف الصحراء.
وأضاف بوعمري، أنه بخصوص ملف الصحراء، باتت تونس اليوم في ظل حكم قيس السعيد تعبر عن مواقف لا تتماشى مع المواقف التاريخية لهذه الدولة من الملف منذ الحبيب بورقيبة.
واعتبر المتحدث نفسه، أن هذا الموقف يعد انزياحا يؤكد إلى أي مدى وصلت إليه الدبلوماسية التونسية في تعاطيها مع محيطها، وهو تعاط ينذر بتطور الوضع نحو الأزمة مع المغرب، وهي الأزمة التي لن تخدم تونس، فالمغرب كان له دور كبير في انعاش السياحة التونسية من خلال الزيارة الملكية لهذا البلد عندما ضربها الإرهاب، و المغرب عندما اجتاحت كورونا تونس عمد إلى إنشاء مستشفى ميداني لمعالجة التونسيين كتعبير عن حسن الجوار.
وأضاف المحلل السياسي، أن خطوة الرئيس التونسي سيكون لها ما بعدها من حيث تداعياتها، ويبدو أننا في بداية أزمة دبلوماسية ستتجه نحو القطيعة مادام قيس السعيد مُصر على تحويل دولته إلى ولاية جزائرية متحكم في قرارها مر طرف عسكر قصر مرداية.
وللإشارة فإن المغرب قرر عدم المشاركة في القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الإفريقي (تيكاد)، التي تنعقد بتونس يومي 27 و28 غشت الجاري، والاستدعاء الفوري لسفير الملك بتونس للتشاور، وذلك عقب موقف هذا البلد في إطار مسلسل (تيكاد)، والذي جاء ليؤكد بشكل صارخ هذا التوجه العدائي.
وأبرزت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في بلاغ لها اليوم الجمعة، أنه “بعد أن ضاعفت تونس مؤخرا من المواقف والتصرفات السلبية تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا، جاء موقفها في إطار منتدى التعاون الياباني الإفريقي (تيكاد) ليؤكد بشكل صارخ هذا التوجه العدائي”.
وأضاف المصدر ذاته، أن تونس قررت، ضدا على رأي اليابان، وفي انتهاك لعملية الإعداد والقواعد المعمول بها، بشكل أحادي الجانب، دعوة الكيان الانفصالي، مبرزا أن الاستقبال الذي خصصه رئيس الدولة التونسية لزعيم الميليشيا الانفصالية يعد عملا خطيرا وغير مسبوق، يسيء بشكل عميق إلى مشاعر الشعب المغربي، وقواه الحية.
وتابع البلاغ أنه وأمام هذا الموقف العدائي، الذي يضر بالعلاقات الأخوية التي ربطت على الدوام بين البلدين، قررت المملكة المغربية عدم المشاركة في القمة الثامنة لقمة (تيكاد)، التي تنعقد بتونس يومي 27 و28 غشت الجاري، والاستدعاء الفوري لسفير الملك بتونس للتشاور.
وشددت الوزارة على أن هذا القرار لا يؤثر، بأي شكل من الأشكال، على الروابط القوية والمتينة القائمة بين الشعبين المغربي والتونسي، اللذين يجمعهما تاريخ ومصير مشتركين.
وخلص البلاغ إلى أن هذا القرار لا يشكك في تشبث المملكة المغربية بمصالح إفريقيا وعملها داخل الاتحاد الإفريقي، ولا في التزام المملكة في إطار (تيكاد).
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية