مفكّر مغربي: قرار التقدم والاشتراكية الخروج من الحكومة “هروب وليس انسحاب”
يبدو أن قرار انسحاب حزب التّقدم والاشتراكية من حكومة سعد الدين العثماني، شدّ انتباه متتبعي الشأن السياسي بالمغرب، لاسيما أن الكثيرين منهم آثروا وقوع سيناريو مغاير لما حدث.
وفي السياق ذاته، اعتبر المفكّر المغربي، إدريس الكنبوري في تدوينة مطوّلة على حسابه بالفيسبوك : “قرار حزب التقدم والاشتراكية الانسحاب من الحكومة، قرار هروب لا قرار انسحاب”.
وفسّر الكنبوري طرحه بأن “الحزب –يقصد التقدم والاشتراكية- كان مجرد وديعة لبنكيران عند العثماني، وتضرر من المفاوضات الأخيرة لتعديل الحكومة، لأن حصته ستتقلص بل ربما تكهن سلفا بإمكانية الاستغناء عنه وتركه يسقط بشكل حر”.
وانتقد المفكر ذاته، البلاغ الذي أصدره حزب “الكتاب” عقب إعلان مغادرته سفينة العثماني، مشيرا إلى أنه “مثير ويكشف تخبط الأحزاب السياسية في المغرب”، قبل أن يضيف متسائلا “لا أفهم لماذا تكتب هذه الأحزاب بلاغات بهذا الشكل مليئة بالتناقض والارتباك، وتريد أن تقول فيها كل شيء دون مناسبة، الحزب وجد في جميع الحكومات الخمسة أو الستة الأخيرة ثم يريد أن يختم بشهادة مزورة تلقي اللوم على الآخرين”.
واعتبر المدوّن نفسه، أن الحزب المذكور “أدرك بأنه لم يعد مطلوبا فسارع في البلاغ إلى تأكيد انتمائه إلى عائلة اليسار، لكن اليسار هو الذي انتقده عندما تحالف عام 2012 مع العدالة والتنمية ولم ينصت إليه.. ليس غرضي تسفيه موقف الحزب، فالحزب حر في قراراته، لكن أتحدث بحرارة المواطن والمثقف الذي يسوؤه المستوى الذي وصلناه من الانحطاط والتلفيق والتلبيس”.
وأردف “المشكلة أن المغاربة لم يعودوا يثقون أبدا في الأحزاب ولن يجد أي حزب من يبكي عليه، حتى لو أعلن عن حل نفسه في الشارع العام، وليس فقط الانسحاب من الحكومة”.
ومن جهته، لم يفوّت المحلل السياسي، عمر الشرقاوي الانخراط في نقاش انسحاب “pps” من الحكومة، معتبرا ذلك أنه “إيجابي رغم تأخره وخلفياته”.