مركز تفكير برتغالي: المغرب فاعل لامحيد عنه في الحفاظ على النظام والتوازن الإقليميين
قال رئيس “كلوب أفريكا”، وهو مركز تفكير بارز مقره لشبونة، فرانسيسكو ألمايدا لايت، إن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، أضحى جسرا للحوار وفاعلا لا محيد عنه في الحفاظ على النظام والتوازن الإقليميين.
وأبرز ألمايدا لايت، كاتب الدولة للشؤون الخارجية والتعاون البرتغالي الأسبق أيضا، في حوار خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، تأثير ودور المغرب في محاربة الهجرة غير الشرعية والإرهاب، مشيرا إلى أن المملكة تحتل موقعا جيو استراتيجيا مهما ليس في ما يتعلق بالبلدان الإفريقية فحسب، بل أيضا كمحور حقيقي في العلاقات مع أوروبا، باعتباره قوة إقليمية وشريكا استراتيجيا للاتحاد الأوروبي.
وتابع المتحدث أن المغرب، بقيادة متبصرة وحكيمة للملك، أقام على نحو متزايد شراكات استراتيجية مهمة مع العديد من البلدان في أفريقيا جنوب الصحراء، واضطلع بدور رئيسي في تحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة، لافتا إلى أن ذلك قد تجسد بالفعل من خلال المشاركة في بعثات حفظ السلام في العديد من الدول الإفريقية، والاستثمارات والمساعدات التي يقدمها لبلدان القارة السمراء إلى جانب مبادرات عديدة، ما يبرز بوضوح التأثير الذي يتمتع به هذا البلد على المستوى الإقليمي.
وأضاف قائلا “ما يعطي أهمية أكبر لهذا التعاون هو أنه لا يشمل فقط الجوانب الاقتصادية والمالية، وإنما أيضا القضايا السياسية والأمنية على غرار وساطة المملكة في حل النزاعات الجارية، فضلا عن ذلك فإن هذا التعاون مع منطقة جنوب الصحراء الكبرى يجد أهميته في كونه يتخذ شكلا ثنائيا ومتعدد الأطراف.
وسجل أنه تم تكريس الحضور الوازن للمغرب في القارة الإفريقية من خلال العديد من المشاريع الكبرى على غرار خط أنابيب الغاز المغربي النيجيري الذي سيعبر أكثر من اثنتي عشرة دولة أفريقية على مساحة واسعة.
من جهة أخرى، اعتبر كاتب الدولة للشؤون الخارجية الأسبق، أن “جلالة الملك محمد السادس يعتبر ملكا إصلاحيا بامتياز، من خلال إطلاق جلالته للعديد من الإصلاحات الدستورية والقضائية التي تمت في ظل حكمه، والتي جعلت البلاد تتبوأ مكانة بارزة على الصعيدين الإقليمي والدولي وتحظى باحترام وتقدير شركائها وحلفائها.
كما أن مجالات التعليم والصحة، يبرز ألمايدا لايت، وهو أيضا عضو بارز بمنظمة (أفريكا مونيتور)، شهدت بدورها تغييرات عميقة. “لكن أكثر ما يثير اندهاشي هو الدينامية التي يعرفها هذا البلد على المستوى التكنولوجي والمالي، حيث انتقل المغرب من بلد يركز أكثر على الفلاحة والسياحة، وهي قطاعات لا تزال تحظى بالأهمية، إلى بلد يتميز بنظامه البيئي والتكنولوجي وبالاستثمارات الضخمة في المشاريع الوطنية والدولية”.
وعن العلاقات المغربية- البرتغالية، قال رئيس (كلوب أفريكا) إن العلاقات الثنائية بين البلدين كانت دائما جيدة، ولم تخضع لتقلبات الحكومات المتعاقبة.
وبحسبه، فإن هذه “العلاقات بين المغرب والبرتغال إذا كانت قد شهدت خلال سنة 2023 دينامية ملحوظة من حيث التعاون الثنائي، مدفوعة بإرادة سياسية رفيعة المستوى لإقامة شراكة استراتيجية، فإن ذلك جاء في الحقيقة لكي يؤكد العمل الذي تراكم على مدى عدة سنوات، وشاركت فيه كل الحكومات والعديد من الجهات الفاعلة”.
وأضاف قائلا “نحن إزاء توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية وكذا الإعلان عن شراكة استراتيجية، وآمل بصدق أن يتم تفعيل هذه الاتفاقيات على أرض الواقع في أقرب وقت ممكن لمصلحة المزيد من تعميق العلاقات بين البلدين”.
وخلص إلى التأكيد على الحاجة إلى تعزيز التعاون الثنائي ليشمل مجالات أساسية أخرى، على غرار الأمن ومكافحة الحرائق والهجرة غير الشرعية، وكذا في مجال التنمية الاقتصادية والمستدامة
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية