مركز بحثي: العلاقات المغربية السعودية تمُرّ بأزمة صامتة
قال الباحث في العلاقات الدولية، علي فاضلي، بأن “العلاقات المغربية السعودية تمر بأزمة صامتة، لن تصل لمرحلة القطيعة، لأن ما يجمع المملكتين أكثر مما يفرقهما، وهي أزمة ناتجة عن سوء قراءة وفهم سعوديين للنسق السياسي المغربي، وموقع المؤسسة الملكية داخله، وعلاقة هذه الأخيرة بالإسلاميين، ولعدم إدراك القادة الجدد للسعودية للمنطلقات المحددة للسياسة الخارجية للمغرب، والمتمثلة في مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول إلا لِماماً”.
وأضاف الباحث في ورقته المنشورة بـ “البيت الخليجي للدراسات والنشر”، بأنه “من العلامات البارزة على التوتر في العلاقة بين المملكتين، هو ملف “جمال بنعمر” الذي تعرض لانتقادات سعودية وإمارتية كثيرة إبان شغله لمنصب المبعوث الأممي لليمن، والذي يشغل في الوقت الحالي عضوا بالبعثة المغربية بالأمم المتحدة بدرجة وزير مفوض.
وأورد المركز البحثي أن “المعركة القضائية التي تدور بين “بنعمر” و “إليوت برويدي” صديق ترمب والعضو البارز بالحزب الجمهوري، بعد اتهام “برويدي” لبن عمر بالتواطؤ مع قطر في تسريب بريده الشخصي، وهي التسريبات التي كشفت دور “برويدي” رفقة “جورج نادر” في القيام بحملة لصالح السعودية والإمارات ضد قطر، ومحاولة اقناع ترمب بإقالة وزير الخارجية السابق “تيريلسون” لموقفه المعارض لحصار قطر”.
وشدد بأن “المحاكمة التي تواجه صعوبة كبيرة نتيجة إعلان البيت الأبيض أن “بنعمر” يتمتع بالحصانة الدبلوماسية، كما تعرض “بنعمر” لحملة كبيرة بوسائل الاعلام السعودية والاماراتية والتي بلغت حد اتهامه بالعمالة لقطر”.
وأوضح بأنه “من الأسباب الرئيسية في الفتور الذي يعتري العلاقات المغربية-السعودية، فالموقف المغربي من حصار قطر كان مفاجئا للقيادة السعودية، التي كانت تنتظر مساندة مطلقة من المغرب لإجراءاتها بحق قطر. فعلاوة على الموقف الذي أعلنه المغرب بعيد بداية الحصار، والمتمثل في الحياد بين أطراف النزاع، وعرض الوساطة من أجل حل الخلافات بينها، أرسل المغرب مواد غذائية عاجلة لقطر”.
وأبرز أن “عدم التعبير الرسمي عن الغضب السعودي، إلا أنه غضب تم تصريفه من خلال وسائل الإعلام السعودية وفي مقدمتها قناة العربية التي وصفت الصحراء المغربية بوصف “المحتلة”، وهو موقف مخالف للتوجه السعودي الداعم للمغرب في قضية الصحراء، لافتاً أن ملف احتضان كأس العالم لسنة 2026، جاء ليكشف بشكل رسمي عن الغضب السعودي، بدعم الملف الأمريكي المشترك، وربط “تركي آل الشيخ” المستشار في الديوان الملكي صراحة بين الموقف السعودي المدعم للملف الأمريكي وبين موقف المغرب من حصار قطر”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية