لهذه الأسباب مهمة المبعوث الجديد إلى الصحراء صعبة جدا
شدد محمد اليازغي، الكاتب الأول الأسبق لحزب الاتحاد الاشتراكي، والخبير بملف الصحراء المغربية، على جسامة المسؤولية الملقاة على عاتق المبعوث الأممي الجديد، هورست كولر، فيما يخص التوصل إلى حل يرضي طرفي النزاع حول ملف الصحراء المغربية، بالنظر إلى اتساع الهوة بين الطرفين النزاع، وتعنت الطرف الآخر في قبول المقترح المغربي، مشددا على أنه من المستبعد جدا أن يحدث أي جديد في هذا الملف.
واعتبر محمد اليازغي، في تصريح لموقع “سيت أنفو”، أن الزيارة التي يقوم بها كولر إلى المنطقة المغاربية، والتي بدأها من الرباط، وستقوده بعد المخيمات إلى كل من الجزائر وموريتانيا، “زيارة عادية تدخل في اطار التعارف مع كافة الأطراف، والاطلاع على وجهات النظر حول الموضوع، فالهدف منها هو أن يقوم كولر بالوقوف على مواقف كل طرف على حدة، وإعطائهم فكرة عن المقاربة التي ينوي تبنيها لمعالجة القضية، بغية مساعدتهما على وضع اللبنات الأولى للتوصل إلى حل سياسي، خاصة وأنه مطالب بانجاز ت ورقة مفصلة حول الزيارة، سيتم تقديمها يوم 24 أكتوبر الجاري “.
وأوضح اليازغي أن على كولر مسؤولية إخراج ملف الصحراء من الجمود الذي دامعليه طيلة سنوات، “وهي مهمة ليست بالهينة، ونجاحها أو فشلها رهين بنوعية النهج والخطة التي سيعتمدها المبعوث الأممي الجديد، وكذا بماهية الاقتراحات التي سيقدمها لأطراف النزاع، والتي عليها أن تكون أكثر واقعية، وخصوصا اقناع خصوم المملكة بالمقترح المغربي الواضح والذي يعد سقفا لا يمكن تجاوزه او تبديله بأي مقترح آخر وهو الحكم الذاتي”، يقول المتحدث.
وأضاف اليازغي ” إن تمكن ونجح كولر بإقناع البوليساريو ومن ورائها الجزائر بمقترح الحكم الذاتي فقضية الصحراء ستحل نهائيا، أما إذا فشل في ذلك، فالأمور ستبقى على حالها، وفي كل الأحوال المغرب لن يخسر شيئا مادام في أرضه وعلى أرضه حتى ولو طال النزاع مائة سنة أخرى”، مردفا: “المتضرر الكبير من هذا النزاع هم المحتجزون الصحراويون في مخيمات الجزائر، هاته الأخيرة التي ترفض عملية احصائهم حسب ما ينص عليه القانون الدولي، حتى تحرمهم من حقهم في العودة إلى وطنهم الأم أو التنقل إلى أي جهة أخرى من العالم”.
إلى ذلك، استبعد محمد اليازغي، نشوب حرب بين المغرب والجزائر لعدة أسباب أولها أن “المغرب حصن نفسه بالجدار الأمني الدفاعي الذي يصعب على أي قوى عسكرية اختراقه، وحتى اذا غامرت وتمكنت من ذلك فستمنى بهزيمة نكراء، ايضا هناك أسباب جيوستراتيجية وأمنية تمنع هاته الحرب، فالقوى الغربية لن تخاطر بالسماح باندلاع حرب بين الجاريتن، من شأنها تهديد أمن واستقرار المنطقة بأمكنها”، معتبرا أن “تلويح البوليساريو أكثر من مرة بشن الحرب على المغرب، ماهي سوى ورقة اعلامية تلعب بها من حين لآخر، عندما تنفلت الأمور من بين يديها”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية