لماذا لم يعزي الملك نبيل بنعبد الله؟
غاب خبر تعزية الديوان الملكي لنبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية وزير الإسكان والتعمير وسياسة المدينة، في وفاة والدته، عن قصاصات وكالة المغرب العربي للأنباء، منذ يوم الاثنين الماضي (11 شتنبر).
واعتادت وكالة الأنباء الرسمية نشر برقيات مماثلة، يقدم فيها الملك التعازي لمسؤولين حكوميين كان آخرها رسالة التعزية التي خص بها القصر رئيس الحكومة السابق، عبد الإله ابن كيران، إبان وفاة والدته.
وقال مصدر من حزب التقدم والاشتراكية، في تصريح لموقع “سيت أنفو”، إنه “من الوارد” أن يكون نبيل بنعبد الله، قد تلقى اتصالا هاتفيا من قبل الملك محمد السادس لتعزيته في وفاة والدته.
واعتبر عدد من المتتبعين أن غياب التعزية عن قصاصات وكالة الأنباء الرسمية ترجع لأسباب سياسية، وتدخل في إطار ما يعرف بـ”الغضبات الملكية” على بنعبد الله، التي كانت أولها أزمة الأمين العام للتقدم والاشتراكية مع مستشار الملك فؤاد عالي الهمة، وآخرها ملف “حراك الريف” والمشاريع التي تأخر إنجازها.
في هذا السياق، أوضح عبد الرحيم العلام، الباحث في العلوم السياسية والقانون الدستوري، أن البروتوكول الملكي في مثل هاته المناسبات “تحكمه الكثير من الانتقائية”، ويحمل في طياته الكثير أيضا من “الرسائل السياسية”.
وأوضح العلام أنه في مثل هاته المناسبات (الوفاة) “ملك البلاد ليس ملزما بتعزية كل مسؤول توفي له قريب، فالأمر ليس عرفا محكوما بالدستور، بل هي التفاتة ملكية شخصية، يخص بها المقربين من القصر الملكي، وبعبارة أصح أولائك المحسوبين عليه”.
وأكد العلام أنه في كل مرة يبعث الملك ببرقية تعزية “رسمية” لرجل دولة تقرأ هذه الباذرة سياسيا، وأضاف: “إن كان المسؤول ذو علاقة جيدة بالقصر الملكي ومحيطه فالأمر يزداد تأكيدا وطمأنة على أن العلاقة لا تشوبها شائبة، أما في الحالة الثانية فالرسالة هي أن المسؤول مغضوب عليه، إما من طرف الملك أو محيطه، فالبروتوكولات الملكية فكلتا الحالتين، ليس اعتباطية أو عشوائية، كما أنها لا تخلو من الرسائل والدلالات السياسية إما بشكل واضح أو مبطن”.
وكانت آخر برقية تعزية بعثها القصر الملكي ونشرتها وكالة المغرب العربي للأنباء، تعزية من الملك محمد السادس إلى رئيس جمهورية المكسيك، على إثر الزلزال الذي ضرب بلاده.