خبير: المحادثة الهاتفية بين الملك وسانشيز ميثاق استراتيجي مغربي-إسباني

أكد الشرقاوي الروداني، الخبير في الدراسات الجيواستراتيجية والأمنية، أن المحادثات الهاتفية التي أجراها الملك محمد السادس مع رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، تؤكد أن البلدين أبرما ميثاقا استراتيجيا يمهد الطريق لتجديد “حتمية تاريخية”.

وشدد الخبير السياسي، في تحليل توصلت به وكالة المغرب العربي للأنباء، على أهمية النظر إلى الموقف الجديد لمدريد من منظور مبادئي وجيوسياسي، موضحا أنه على مستوى المبادئ، تعمل إسبانيا، من خلال هذا الموقف السياسي الجديد تجاه المملكة، على تغيير عقيدتها وفق متغيرات جديدة تمكنها من التموقع كهمزة وصل بين أوروبا وإفريقيا.

وبعد التذكير بتعزيز العلاقات الإستراتيجية بين واشنطن والرباط مما مكن من توقيع خارطة طريق تغطي العديد من المجالات العسكرية، أوضح السيد الروداني أن خيار إسبانيا إعادة العلاقات مع المملكة إلى سابق عهدها يندرج في إطار رغبتها في إعادة تنظيم قواتها البحرية، من بين أمور أخرى، لا سيما موقعها ضمن القوات البحرية الدائمة لحلف شمال الأطلسي في البحر الأبيض المتوسط.

ففي مواجهة المخاطر الجيوستراتيجية التي تحوم حول أوروبا الغربية، يضيف المتحدث، يتطلب تحسين الكفاءة العملياتية لإسبانيا إعادة هيكلة عميقة لقواتها من أجل المساهمة في جعل قوتها الرادعة أكثر مصداقية في مواجهة أي تهديد، مشيرا إلى أن هذا الأمر يمر عبر إقامة تعاون عسكري وأمني وثيق مع المغرب، والذي يظل ميزة بالنسبة لمدريد من أجل التمكن من رؤية أفضل حول تفسير مفاهيم الدفاع والأمن الأوروبيين.

واعتبر السيد الروداني أن “سوء الفهم الاستراتيجي لبعض الدول الأوروبية لدور المغرب في الاستراتيجية الشاملة للدفاع والأمن لأوروبا الغربية أدخل هذه المنطقة في حسابات جيوسياسية عقيمة” ، مؤكدا أن “خارطة الطريق التي اقترحها جلالة الملك بين البلدين تعكس، في هذا الإطار، فهما ملكيا استراتيجيا لإعادة تحديد الأولويات الجيوستراتيجية لإسبانيا وأوروبا ككل، قادرة على أن تأخذ بعين الاعتبار متغيرات قوة متوسطية استعادت مكانتها”.

أما على المستوى الجيوسياسي، يلاحظ الخبير، فإن تجديد التحالف بين المغرب وإسبانيا يعكس رغبة مشتركة في تصور لمنطقة غرب البحر الأبيض المتوسط باعتبارها ملتقى لكتلتين قاريتين ووحدة إقليمية متجانسة، مشيرا إلى أن الملك تطرق في خطابه بمناسبة الذكرى الـ68 لثورة الملك والشعب إلى الحتمية الحضارية والثقافية والجيوسياسية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مؤكدا على الرغبة في تقوية الثوابت التقليدية التي تقوم عليها العلاقات بين المغرب وإسبانيا، وتعزيزها بالفهم المشترك لمصالح البلدين.

واعتبر، في هذا السياق، أن “المغرب، القوي بتجذره الاستراتيجي والدبلوماسي مع جزء هام من القارة الإفريقية، وخاصة غرب إفريقيا، قادر مع الاتحاد الأوروبي، وخاصة إسبانيا، على المساهمة في سياسة متوسطية متجددة”، مؤكدا أن هذا هو مغزى وجوهر هذه الصفحة الجديدة التي دشنتها المحادثة الهاتفية بين جلالة الملك ورئيس الحكومة الإسبانية.

وشدد الخبير على أن المغرب وإسبانيا مدعوان إلى التطلع إلى المستقبل بالتقائية في الاستراتيجيات المتوسطية للبلدين، مبرزا أن “مواقف جلالة الملك تجاه المملكة الإسبانية والتزام المغرب لفائدة السلام والأمن في ليبيا والشرق الأوسط وغرب إفريقيا، عناصر جيوسياسية مؤس سة لمنطقة متوسطية قادرة على الانخراط في ديناميات الصمود، وتسوية النزاعات”.

المصدر : وكالات

أصوات من داخل مكتب ومنخرطي الرجاء ترفض التعاقد مع مدرب سابق للفريق

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى