بوريطة: هنغاريا تبنت دائما مواقف “واضحة” و”بناءة” بشأن قضية الصحراء المغربية
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الأربعاء بالرباط، أن هنغاريا تبنت دائما مواقف “واضحة” و”بناءة” بشأن قضية الصحراء المغربية تصب في اتجاه الحفاظ على الوحدة الترابية للمملكة.
وأعرب بوريطة، خلال ندوة صحفية عقب مباحثاته مع وزير الشؤون الخارجية والتجارة الهنغاري، بيتر سيجارتو، الذي يقوم حاليا بزيارة رسمية إلى المملكة، عن شكره لهنغاريا على مختلف المبادرات التي تتخذها من أجل تعزيز الشراكة مع المملكة. وأشار في هذا السياق إلى أن هنغاريا كانت دائما “شريكا مهما” للمغرب داخل الاتحاد الأوروبي، حيث دافعت باستمرار عن مصالح المملكة داخل الاتحاد، من أجل شراكة تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة وفهم دقيق للتحديات التي تواجه البلدين والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
من جهة أخرى، قال بوريطة إن هذه الزيارة تأتي تتويجا للعمل والاتصال الذي بدأ منذ أشهر، مشيرا إلى أنها تشكل أيضا نقطة انطلاق لمرحلة جديدة من تعزيز العلاقات الثنائية، من خلال الاتفاقيات الموقعة والمشاريع التي سيتم إطلاقها والمشاورات حول عدد كبير من المواضيع.
وفي هذا الصدد، نوه الوزير بالدينامية “الإيجابية للغاية” والتطور “الواعد للغاية” في جميع المجالات التي عرفتها العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف أن “هناك مشاورات منتظمة بين المغرب وهنغاريا حول عدة مواضيع ثنائية وإقليمية”، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق خلال هذه الزيارة على تعزيز هذه العلاقات أكثر مع هنغاريا لجعلها حليفا هاما للمغرب داخل الاتحاد الأوروبي.
وأكد السيد بوريطة أن “هذا التعزيز يندرج في إطار استراتيجية سطرها الملك محمد السادس قبل سنوات”، مضيفا أن هذه الاستراتيجية تقوم على تنويع شراكات المملكة خارج الاتحاد الأوروبي حتى يتمكن المغرب، علاوة على شراكاته التقليدية، من الانفتاح على أعضاء وفضاءات جديدة في الاتحاد الأوروبي.
كما أشار الوزير إلى أن الاجتماع المقبل للجنة المغربية الهنغارية المشتركة الذي سينعقد قبل نهاية العام، بالإضافة إلى تنظيم منتدى اقتصادي بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب وهيئة القطاع الخاص الهنغاري، بهدف بلوغ مشاركة قوية للقطاعين الخاصين لكلا البلدين في تطوير الشراكة، وتمكين الطرفين من العمل بشكل مشترك في مجالات الاقتصاد والاستثمارات، ليس فقط داخل أسواقهما الخاصة ولكن أيضا داخل أسواق ومناطق أخرى، لا سيما في إفريقيا وأوروبا الوسطى والشرقية.
وقال بوريطة إنه “في إطار رؤية تتمثل في جعل هنغاريا منصة مركزية للمغرب لتسهيل ولوجه إلى أوروبا الوسطى والشرقية، اتفقنا أيضا على أن تكون المملكة ضيف الاجتماع المقبل لمجموعة فيشغراد لتوطيد العلاقات السياسية والاقتصادية مع هذه المجموعة وتنويع الشركاء داخل الاتحاد الأوروبي”.
وتابع “لقد اتفقنا أيضا على تعزيز الإطار القانوني، وأيضا الصحي والإنساني والثقافي، لا سيما من خلال التوقيع على قانون الاعتراف المتبادل بشهادات التلقيح، والذي سيتيح لمواطني البلدين الاستفادة من نفس المزايا التي تقدمها الشهادة الوطنية”.
وصرح السيد بوريطة أيضا بأن المغرب يعتمد على الرئاسة الهنغارية الحالية للجنة الوزارية لمجلس الاتحاد الأوروبي لتعزيز العلاقة بين المملكة وهذه الهيئة.