بودن لـ”سيت أنفو”: الخطاب الملكي جاء عقلانيا وفي مستوى تطلع الشعب المغربي والجزائري

أكد محمد بودن، المحلل السياسي، أن الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الـ 43 للمسيرة الخضراء، جاء عقلانيا وفي مستوى أمال الشعبين المغربي والجزائري، ويحمل ثلاث خلاصات كبرى.

وقال بودن، في تصريح لـ”سيت أنفو” إن الخطاب حمل ثلاث رسائل كبرى، أولها، التأكيد المرجعيات فيما يتعلق بالسياسة الخارجية المبنية على مبادئ الوضوح والطموح والواقية، وأنه كان خطاب تاريخي متمسك بالأخوة الصادقة مع الجزائر ومبني على أرضية غير مسبوقة تتعلق بآلية سياسية للتنسيق والتشاور بين المغرب والجزائر، بالإضافة إلى تطرقه إلى إعادة تثبيت الثوابت فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، وفقا لما تم تحديده في خطاب الذكرى 42 للمسيرة الخضراء، وإبراز أهمية هذا المعطى في إبرام الشراكات مع الدول والتكتلات الإقليمية، بما فيها الاتحاد الأوروبي، لأن الحق المشروع للمغرب لا يمكن تجزيئه بل يكون هو ذاته أينما كان.

وأضاف المحلل السياسي، ورئيس مركز أكلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أن الخطاب الملكي حدد طبيعة نظرة المغرب للعلاقات المغربية الجزائرية، والتي يجب أن تنطلق نحو المستقبل برصيدها التاريخي والشعبي المشترك، وأنه تضمن تطلعات منسجمة مع دعوات عالمية للانفتاح بدل الانعزال والتكتل، بدل الفردانية ، والتجميع بدل التفرقة والوحدة بدل الانفصال، كما أنه حدد أولويات مسيرة العلاقات بين البلدين.

كما أشار محمد بودن، في تحليله، أن الخطاب الملكي قدم فرصة تاريخية للعلاقة الثنائية بين المغرب والجزائر، والتي ظلت في الحد الأدنى من التوافق والتعاون، في ظل استمرار إغلاق الحدود الذي ينعكس على المشترك الجماعي والأمن الغذائي والعلاقة الإنسانية، وحجم التبادل بين البلدين ويرفع من كلفة غياب التنسيق والتشاور في الفضاء المغاربي برمته. وأكد المحلل السياسي، أن خطاب يوم أمس، تضمن مفتاحا حقيقيا للتغلب على التوتر في المنطقة، والذي يمكنه أن يصل بالمغرب الكبير وأبنائه إلى المكانة التي يستحقها، وأن طرح الملك محمد السادس لمبادرة بعيدة عن الحساسيات القديمة قد يؤسس لإطار جامع لجهود البلدين وإمكانيتهما، وهذا يعتمد على قناعة الجزائر وتفاعلها الايجابي وعدم ارتهانها للتغييرات المفاجئة.

وشدد بودن، على أن الخطاب الملكي قد يذيب كرة الثلج بين البلدين ويضع الشعبين امام فرصة تاريخية بل صفقة سلام مغاربي في ظل رؤية ملكية لمأسسة العلاقات المغربية الجزائرية عبر مقترح إحداث الآلية السياسية لبلورة تصور مشترك حول متطلبات التعاون وآليات تحقيقه من منطلق الحاجة الإستراتيجية المتبادلة.

وأضاف المتحدث ذاته أن الجزائر مطالبة في هذه المرحلة بتغليب الإدراك الواقعي واستثمار الفرصة والدينامية التي أعلنها جلالة الملك في خطابه والمساهمة في بناء مدخل مرحلي لترتيب جدول الأعمال المغربي _ الجزائري، ويمكن القول ان المائدة المستديرة في جنيف بشأن ملف الصحراء المغربية في 5 و6 ديسمبر القادم ستكشف عن مستوى الرغبة الجزائرية في إجراء مراجعة او إحداث تطوير حقيقي في بنية العلاقات الثنايية المغربية _ الجزائرية.

 


أصوات من داخل مكتب ومنخرطي الرجاء ترفض التعاقد مع مدرب سابق للفريق

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى