بداية نهاية ”الشعبويين” بالمغرب؟
حدثت رجات غير متوقعة داخل أحزاب سياسية، عُرف زعمائها بنوع من ”الشعبوية” الذي يطبع خطاباتهم ومواقفهم وحتى تحركاتهم.
ابتدأت قصة بداية نهاية ” الشعبويين” بإعفاء ابن كيران من منصب رئيس الحكومة وظهور خلافات عميقة وغير مسبوقة داخل حزبه العدالة والتنمية، بين تيار الإستوزار الذي لا يرغب في أن يبقى ابن كيران على رأس الحزب لولاية ثالثة، وبين تيار يؤيد بقوة بقاء الأخير على رأس الحزب؛ فيما لا يزال حميد شباط، ثاني أبرز القيادات الشعبوية، يسارع البقاء ولو لأيام عديدة للبقاء على رأس حزب تاريخي وهو حزب الاستقلال، الذي استطاع بحكم دهاءه تأجيل مؤتمر كان سيعصف به لأسبوع إضافي.
وبينما عصفت رياح تغيير القيادات الشعبوية بإلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي قدم استقالته مكرها من زعامة ”البام”، فإن مصيرا مماثلا ينتظر قيادات أخرى.
وربط المحلل السياسي، رشيد لزرق، هذه المتغيرات بعوامل عديدة منها الحراك الاجتماعي الذي شهدته مدينة الحسيمة بعد مقتل السماك محسن فكري، الذي ”زعزع القيادات الشعبوية وأدخلها في حالة من عدم الاستقرار”، موضحا أن الرجة بدأت بعزل بنكيران وتقديم الياس العماري استقالته ومناورة حميد شباط ودعاوي لمؤتمر استثنائي في الاتحاد الاشتراكي لإزاحة لشكر ومؤتمر التقدم والاشتراكية المنتظر الذي قد يحمل المفاجأة واعلان محند العنصر رغبته في مغادرة سفينة الحركة الشعبية.
وأضاف لزرق في تصريح لـ ”سيت آنفو”، أن موجة خلخلة القيادات الشعبوية تنتقل من حزب لآخر، ويحاول القادة الشعبوين مقاومة هذه الموجة، عبر استخدام ما أسماه الباحث بـ”قدرة مقاومة ذاتية، والانحناء العاصفة”، مشددا على أن هاجس السقوط دفع زعماء ”الشعبوية”، إلى ”مساندة بعضهم البعض”، وهذا ما يفسر، بحسب الباحث، ”مساندة بنكيران لشباط، وتمسك نبيل بنعبد الله بنكيران، وابتعاد لشكر عن الياس العماري، لكونهم يدركون أن مصيرهم مرتبط ببعضهم البعض كقطع الدومينو فسقوط قطعة يكون لها تأثير على القطع الأخرى التي تليها”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية