باحث: إسبانيا تمتهن استفزاز المغرب

عقب الأزمة بين المغرب وإسبانيا، قال نجيب الأضادي، الباحث في الجيوبوليتيك إن إسبانيا “تمتهن استفزاز المغرب”.

وأوضح الأضادي في تقرير توصل به موقع “سيت أنفو”، أن الحديث عن “دور إسبانيا في هذه الأزمة، يجعلنا نفرق بين مكونات الدولة الإسبانية من كتاب ومفكرين وحكماء ورجال السياسة، إلى جانب مجتمع مدني، وبين أجهزة حكومية ترى المغرب بنظرات بعض الأجنحة اليمينية المتطرفة”.

وأضاف “بالحديث عن إسبانيا، لابد من التذكير باتفاقية المغرب مع بريطانيا سنة 1856 عندما اعترفت بريطانيا بسيادة المغرب على واد النون وهي الصحراء المغربية، ليتلوها بعد ذلك الاتفاق الفرنسي-الإسباني سنة 1904 الذي طعن في الظهر سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، علاوة على الاستعمار الإسباني الذي لا يزال إلى الآن يرخي بظلاله على مدينتي سبتة ومليلة”.

وأكد الباحث نفسه، على أن “الكل يعرف الجغرافيا السياسية؛ التي تعد من المبادئ الأساسية لفهم العلاقات الجيو-استراتيجية والجيو-سياسية والتي تعطي نتيجة حتمية هي أن إسبانيا لازالت تستعمر سبتة ومليلية وهو ما يفرض علينا تجنب الكلام بالعواطف دون الأخذ بعين الاعتبار الإطار المفاهيمي للعقلانية الجيو-سياسية، فعندما نقول أن هناك مصالح جيو-استراتيجية فنحن نتكلم عن الديناميكية الجيو-سياسية، فالمغرب اليوم في علاقاته مع بريطانيا يمكن وصفها بالممتازة جدا، نفس الأمر بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب وجود مشاريع جيواستراتيجية كبيرة”.

ولفت الأضادي الانتباه إلى أن “المغرب وقع صفقة لمدة 10 سنوات، من أجل تحديث وصناعة الأسلحة العسكرية واستيراد مجموعة من الطائرات النفاثة التي تعد الأحدث إقليميا كما يمتلك المغرب قمرين اصطناعيين وما احتجاج فرنسا على هذا إلا لكونه يبرز كقوة إقليمية لها دور كبير في المحيط. يمكن القول أيضا أن اليوم تغيرت المحددات فأصبحت هناك معادلات جيوسياسية كبرى، فهناك ما يسمى بالجنوب الأطلسي وهو يمثل المحيط الجيواستراتيجي الكبير حيث سيلعب فيه المغرب بأقاليمه الجنوبية دورا كبيرا على مستوى ترتيب مجموعة من الأمور، فعندما نتكلم عن خط أنبوب الغاز النجيري الذي يمر من 14 دولة إفريقية وصولا إلى أوروبا، نشير بذلك نحو مشروع جيواستراتيجي كبير له ثقله ضمن معادلة العلاقات، إلى جانب مجموعة من الأمور القادمة في المنطقة خاصة في جنوب المغرب فعندما نتحدث عن “بويلداكت أمريكا” أو عندما نتكلم عن “بروسبارأفريكا” فنحن نحيل على استثمارات بقيمة حوالي 60 مليار دولار في استثمارات من المملكة المغربية في اتجاه دول غرب إفريقيا”.

وشدد قائلا : “يجب اليوم يجب أن نكون واضحين في مجموعة من الأمور المرتبطة بالمعادلات الجيواستراتيجية، والتي تحدد مكانة المغرب وتحافظ عليها في غرب وشرق المتوسط. يجب الإشارة أيضا إلى أن المغرب لعب دورا محوريا، ودور إسبانيا الآن يتلخص في ضرورة أن تستوعب اللحظة هذه المتغيرات إذا أرادت أن تكون هناك علاقات ثنائية واستراتيجية ما بين مدريد والرباط، فالمغرب لعب جميع الأدوار الممكنة وهو ما يفسر كونه الآن أول مستثمر في غرب إفريقيا، وذلك مرتبط بفهمه للدور الكبير الذي يلعبه في دحض الهجرة غير الشرعية وتثبيت الأمن والاستقرار في دول الساحل ومالي، وبناء على هذه المعطيات اعترفت أمريكا بمغربية الصحراء مؤسسة بذلك هذا القرار على برغماتية جيوسياسية، على اسبانيا استيعابها والحديث مع المغرب بمقاربة الند بالند وبالتساوي وليس من نقطة الاستعلاء وأنه كان مستعمرة تابعة لمدريد في وقت سابق”.


بلاغ هام بشأن صرف معاشات المتقاعدين الجدد في قطاع التربية والتعليم

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى