“انتخابات 8 شتنبر”.. هل سيكون للحملة الرقمية للأحزاب تأثير على الناخب؟

تميزت الحملة الانتخابية التي انطلقت في الساعات الأولى من صباح الخميس، بارتكازها أساسا على مواقع التواصل الإجتماعي بسبب تفشي وباء كورونا الذي قيد تحرك الأحزاب على أرض الواقع، مما يجعلنا نطرح سؤالا عريضا، حول مدى انعكاس نسبة المشاهدات والانتشار في الحملة الرقمية على السلوك الانتخابي؟.

في هذا الصدد، أوضح عبد الحق صبري، الصحفي، والمتخصص في الشبكات الإجتماعية، في تصريح لـ”سيت أنفو”، بأنه “لا يمكن الجزم بأن الحملات الرقمية للأحزاب يمكن أن تؤثر على نتائج الانتخابات، خاصة في المغرب”.

وأضاف المتحدث ذاته، “كما يعلم الجميع، الفئة التي تشارك في عملية التصويت لا تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع، وحتى ولوج بعضها للأنترنت محدود جدا”.

ولفت صبري أن “فئة الشباب هي الأكثر استخداما للشبكات الاجتماعية، وهذه الفئة أغلبها غير مسجلة في الانتخابات، والمسجلين أغلبهم يقاطعونها بسبب فقدان الثقة في الفاعل السياسي، وهذا ما تؤكده عدد من الدراسات التي نشرت قبل أشهر قليلة”.

وتابع: “في اعتقادي كل الأحزاب السياسية التي تسارع إلى ابتكار استراتيجيات تواصلية تعتمد على “السوشيال ميديا”، وتراهن على ذلك من أجل تحقيق الفوز في الإنتخابات المقبلة، من المحتمل ألاّ تحقق أهدافها بالشكل المخطط له في حال إقصاء المتلقي من صناعة هذا الخطاب”.

وشدّد على أن “الترويج للخطاب الأحادي بشكل مبالغ فيه وتجاهل وجهة نظر الجمهور سواء كان مقصودا أو غير مقصود، حتما سيؤدي إلى نتائج عكسية وصناعة خطاب مضاد قد يكون أكثر رواجا من الخطاب السياسي الذي تصرف عليه ملايين السنتيمات لترويجه”.

وأبرز أن “هذه الظاهرة التواصلية الجديدة، ستفرز لنا ما يسمى بـ”أحزاب السوشل ميديا”، والمشكل الذي يُطرح بقوة في هذا السياق، هو مدى قدرة بعض الأحزاب ذات الإمكانيات المادية المحدودة على مواكبة النمو السريع الذي تشهده بعض الأحزاب التي تتوفر على إمكانيات القيام بذلك، في اعتقادي هذا الأمر يضرب في عرض الحائط مبادئ التنافس الشريف الذي يتطلبه السياق الديمقراطي الحالي ببلادنا”.

وأكد المصدر ذاته، أنه “من الصعب جدا على الأحزاب أن تصل إلى جمهورها بهذه الصيغ الرقمية، ولا يمكن لمواقع التواصل الاجتماعي أن تضمن لك التأثير المطلوب، لأن طريقة اشتغال “خوارزميات الفايسبوك مثلا، تفضل الأحزاب التي تدفع أكثر من أجل تمويل إعلاناتها، بينما تتجاهل تلك التي تدفع أقل أو لا تدفع شيئا”.

وأشار إلى أن “كثرة المنشورات المرتبطة بالانتخابات التي تصدر عن الأحزاب خلال هذه الفترة، سيتأكد تماما أن الأحزاب التي لا تمتلك استراتيجية ناجعة للتواصل السياسي الرقمي لن تحقق الانتشار المنشود”.

كما أورد، “لكن لا يمكن إغفال أن بعض الأحزاب سارعت منذ أشهر في صناعة الصورة الذهنية المبتغاة لدى المتلقي، وأصبح شعارها متداولا بشكل واسع عبر منصات الشبكات الاجتماعية، وسيتأكد لنا خلال الانتخابات المقبلة مدى نجاعة هذه الاستراتيجيات الرقمية في التأثير في العملية الانتخابية”.


انخفاض أسعار اللحوم الحمراء المستوردة ومهني يوضح لـ “سيت أنفو”

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى