النموذج الأمني المغربي يثير إعجاب البنتاغون.. خريطة جديدة للأمن الإقليمي
في تطور لافت يعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، أشاد مجلس الشيوخ الأمريكي بقدرات المغرب الأمنية في القارة الإفريقية. جاء ذلك خلال لقاء جمع وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، مع السيناتور الأمريكي، جيري مورين، في العاصمة الرباط.
السيناتور الأمريكي أعرب عن “امتنان” بلاده لـ “الطريقة التي يعمل بها المغرب في العالم” سعيا نحو “التوافق لجمع الشعوب”، داعياً إلى تعزيز علاقات التعاون مع المملكة من أجل “تصدير نموذج الاستقرار المغربي إلى باقي أنحاء العالم، وخاصة في إفريقيا”. وتؤكد هذه التصريحات الثقة الأمريكية في الدور المحوري للمغرب كشريك استراتيجي في المنطقة.
حضر اللقاء أيضاً شخصيات بارزة في المشهد الأمني المغربي، بمن فيهم الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي، والمفتش العام للقوات المسلحة الملكية الفريق أول محمد بريظ. وقد تم خلال الاجتماع الإشادة بجهود المغرب في تعزيز السلام والاستقرار في إفريقيا.
وأكد الجانبان على العلاقات الممتازة للصداقة والتعاون بين البلدين، والتي تعززت من خلال تبادل الزيارات في إطار لجنة الدفاع الثنائية الاستشارية القائمة. تعاون وثيق يشمل مجالات متعددة، بما في ذلك التبادل العسكري والتدريبات المشتركة.
كما أشاد السيناتور الأمريكي بدور جلالة الملك محمد السادس في خدمة الاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط وباقي القارة الإفريقية، إشادة تعكس التقدير الأمريكي للدور القيادي للمغرب في المنطقة.
ويعتبر الموقع الجغرافي للمغرب ذو أهمية استراتيجية كبيرة للولايات المتحدة، حيث يشكل بوابة لأوروبا وإفريقيا، ويتعاون البلدان في مجالات متعددة تشمل التجارة والأمن، مما جعل المغرب لاعباً مهماً على الساحة الدولية.
وقد أكد البيان الصادر عن إدارة الدفاع الوطني المغربية عقب الاجتماع على رغبة الطرفين في استكشاف وتحسين فرص التعاون في مجالات الأمن والدفاع الإقليمي، وهو ما يشير إلى استمرار تعميق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
يذكر أن المغرب يعد حليفاً مهماً للولايات المتحدة خارج حلف الناتو، وهو البلد الإفريقي الوحيد الذي يرتبط باتفاقية للتجارة الحرة مع واشنطن، كما يعتبر المغرب الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في إفريقيا.
وتبرز أهمية التعاون العسكري الثنائي من خلال توقيع اتفاقيات وتوريد معدات وتدريبات وتنفيذ تمارين مشتركة مثل مناورات “الأسد الإفريقي” في نسختها العشرين. وتعزز هذه المناورات التنسيق العملياتي بين القوات المسلحة للبلدين.
ويأتي هذا الدعم الأمريكي للمغرب في إطار استراتيجية واشنطن تجاه إفريقيا الأطلسية ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث تلعب الرباط دوراً مهماً في مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
كما أن الموقف الأمريكي الداعم للوحدة الترابية المغربية، إلى جانب الزيارات المتكررة للوفود الأمريكية إلى المملكة، تشكل دفعة قوية لتعزيز فرص التعاون الاقتصادي وخلق فرص العمل بين البلدين.
وتؤكد هذه التطورات على الأهمية المتزايدة للمغرب كشريك استراتيجي للولايات المتحدة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وتشير إلى استمرار تعميق العلاقات الثنائية في المجالات الأمنية والاقتصادية والدبلوماسية.