المؤتمر الـ11 لـ”أسيكا”.. رؤساء الوفود المشاركة يبرزون أهمية التعاون والتضامن الإفريقي العربي لتجاوز آثار كورونا
أبرز رؤساء الوفود المشاركة في أشغال المؤتمر الحادي عشر لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي (أسيكا)، الذي ينظمه مجلس المستشارين تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، أهمية التعاون والتضامن الافريقي العربي لتجاوز آثار جائحة كوفيد-19.
وأكد رؤساء هذه الوفود في كلمات ألقيت حول موضوع “التعاون والتضامن الافريقي العربي دعامة أساسية للتأهيل الاقتصادي والتنموي في ظل تداعيات كوفيد-19″، على ضرورة وضع خطط عملية لإرساء شراكة عربية افريقية للتعاون في مثل هذه الظروف، مسجلين أن أهمية هذا التضامن تكمن في تحقيق نتائج تقلل من الآثار السلبية للجائحة التي أثرت على النمو الاقتصادي من جراء الاغلاق وانعكاساته السلبية على الصعيدين الاقتصادي والتنموي.
وشددوا في هذا الصدد على أن التنسيق الجيد بين جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي وكل الهيئات الموجودة في المنطقتين، بخصوص جائحة كورونا، سيكون له الأثر الإيجابي في تقوية نجاح برامج التأهيل الاقتصادي والتنموي.
ودعوا في ذات السياق إلى تشجيع آليات ومشاريع الشراكة العربية الافريقية بما يوافق روابط التعاون ويجعلها في مستوى التحديات الراهنة المتعلقة بهذه الجائحة، مؤكدين الحاجة إلى تكتل سياسي واقتصادي يساهم بالخصوص في تعزيز التنمية المستدامة ومعالجة الواقع الاجتماعي.
واعتبر رؤساء الوفود المشاركة أن الروابط الاقتصادية والثقافية والبشرية والحضارية بين الشعوب العربية والافريقية لها الأثر الأسمى والجوهري في تعزيز تجارب التعاون الإقليمية، على اعتبار أن تظافر الجهود من شأنه الدفع بعجلة التعاون العربي الافريقي في المجالات الاقتصادية والتنموية.
وفي هذا الاطار قال صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي لدولة الامارات العربية المتحدة، إن هذا المؤتمر يشكل منصة هامة للنقاش وتبادل الآراء بين ممثلي شعوب العالم العربي والإفريقي، والارتقاء بالتعاون بما يضمن المصالح المشتركة.
وأضاف أن الصلات التاريخية والجغرافية والثقافية التي تربط بين الشعوب العربية والافريقية مثلت مقوما أساسيا وركنا ثابتا في بناء قوي للعلاقات الاستراتيجية بين الجانبين، مشيرا إلى أن تطوير هذه الروابط والتعاون في شتى المجالات يمثل أولوية أساسية في عمل الحكومات العربية والافريقية.
وبعد أن أبرز التحديات الدولية المتزايدة، دعا إلى إيجاد السبل الكفيلة بتحقيق الأمن الغذائي المشترك، لا سيما في ظل التحديات المناخية ومعالجة آثار جائحة كوفيد-19، وما يرتبط بذلك من تعزيز النظم الصحية.
و من جهته سجل رئيس مجلس الأعيان الأردني، فيصل عاكف الفايز أن هذا المؤتمر سيعمل على وضع خارطة طريق تعود بالتعاون العربي والافريقي إلى مساره الصحيح، وتمكن من النهوض المشترك في مختلف المجالات، وتعمل على تعزيز دور المرأة والشباب في المجتمعات العربية والافريقية.
وأكد الفايز على الحاجة إلى تجاوز الخلافات السياسية، والسعي إلى بناء شراكة استراتيجية اقتصادية واستثمارية وتجارية تتجاوز الاختلاف في المواقف السياسية، مسجلا أن من شأن ذلك أن ينهض بالاقتصاد ويمهد الطريق نحو التكامل في مختلف المجالات.
وسجل رئيس مجلس الشيوخ بكوت ديفوار، جانو أوسو كواديو أن العلاقات العربية والافريقية تعود لزمن طويل، وهو ما يحتم على التضامن الافريقي العربي أن يتجاوز مرحلة الحوار نحو التفعيل، مشيرا في هذا الصدد إلى المشاريع الكبيرة والاستثمارات المغربية المهمة في افريقيا في اطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وفي نفس السياق شددت رئيسة مجلس الشيوخ بالغابون، ليسي ميلبو مبوسو على أنه لمواجهة التحديات العالمية الكثيرة فإنه يتعين القيام بتعبئة قوية ومتضامنة في البرلمانات العربية والافريقية، عبر دعم التعاون جنوب-جنوب، مشيرة إلى أن الأولويات الحالية هي مواجهة الأزمة الصحية وتبعاتها الناجمة عن الحجر الصحي واغلاق الحدود، وضعف التلقيح في بعض البلدان.
ولفتت إلى أن الاندماج الإقليمي ضرورة قصوى من أجل مواجهة هذه التحديات عن طريق تقوية التنافسية الاقتصادية ما بعد كوفيد-19 من خلال إيلاء الأهمية للرأسمال البشري، والحكامة الرشيدة، والتنمية المستدامة والبنية التحتية.
وأضافت أن أشغال هذا المؤتمر ينبغي أن تفتح ورشا كبيرا حول تحديات الاندماج الافريقي العربي عن طريق مشاريع التنمية القابلة للانجاز يكون لها تأثير قوي على المستويين الاقتصادي والاجتماعي. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المؤتمر يهدف بالأساس، إلى إرساء ركائز التعاون بين الدول المشاركة فضلا عن بحث جملة من القضايا والمواضيع التي تكتسي أهمية كبرى بالنسبة للجانبين الإفريقي والعربي.
ويتولى المغرب رئاسة رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، في شخص رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة.
ويتضمن جدول أعمال المؤتمر إلى جانب مداخلات الوفود المشاركة، عرض تقرير الأمانة العامة الذي سيقدم حصيلة أنشطة الرابطة خلال الفترة المنصرمة منذ انعقاد المؤتمر العاشر وآفاق العمل المستقبلية، وتشكيل لجان المؤتمر الثلاثة، اللجنة المالية، ولجنة البرامج ولجنة البيان الختامي.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية