العثماني يتحدث عن طفولته ومساره الدراسي وحبه للقراءة ويكشف قصته مع “القنية” و”الخضار”- فيديو
ضيف ” حكايات” هذه المرة هو شخصية تحتار في وصفها، ويخالجك أكثر من انطباع وأنت تجالسها، انطباعات متباينة ومتناقضة في ذات الآن، هو ” الهادئ” لحد “البرود” ،الكثوم والحذر لحد الاستفزاز، شخصية يصعب بل يستحيل أن تنجح في فتح ” علبها السوداء” وهي كثيرة لا محالة… ضيفنا هذه المرة هو ابن سوس العتية، سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أيضا السابق ووزير خارجية المملكة المغربية الأسبق في حكومة عبد الاله بنكيران.
ولد سعد الدين بمدينة انزكان، من أسرة تسلسل فيهما العلم أكثر من ألف سنة، خصها العلامة المختار السوسي بأكثر من مائة صفحة في كتابه ” المعسول”، معددا مناقبها في العلم والوطنية.
درس العثماني الطب حيث حصل على الدكتوراه في الطب العام سنة 1987، بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء ودبلوم التخصص في الطب النفسي سنة 1994 بالمركز الجامعي للطب النفسي بذات المدينة، ايضا حصل على الإجازة في الشريعة الإسلامية عام 1983 من كلية الشريعة بآيت ملول وشهادة الدراسات العليا في الفقه وأصوله سنة 1987 من دار الحديث الحسنية بالرباط ودبلوم الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط (1999) ببحث تحت عنوان “تصرفات الرسول صلى الله عليه بالإمامة وتطبيقاتها الأصولية”.
وقف العثماني في ” حكايات” عند بعض محطات حياته، حكى عن طفولته ودراستة وكيفية تشبعه بمناهل العلم والمعرفة وأصول الفقه والدين.
وقف عند محطة بداية الانخراط في العمل الإسلامي الحركي المنظم حينما أنشأ بمعية الراحل عبد الله بها “جمعية الشبان المسلمين” في مدينته إنزكان، والتي تلتها محطة التحاقه بجمعية الشبيبة الإسلامية التي كان يتزعمها عبد الكريم مطيع، متحدثا ولم باختصار شديد عن تلك الأزمة التي تعرضت لها الحركة الإسلامية أنذاك بسبب تحميل الشبيبة مسؤولية قتل القيادي الاتحادي عمر بن جلون.
حكى العثماني أيضا عن فترة سجنه عام1981 لأزيد من الشهرين شهور دون محاكمة، وعن الانشقاقات التي فجرها الاختلاف حول أساليب العمل وجدوى استعمال العنف، مما أدى إلى ظهور تنظيمات جديدة منها الجماعة الإسلامية التي تأسست عام 1981 بمبادرة عبد الإله بنكيران، الأمين العام الحالي لحزب العدالة والتنمية.
توقف ضيفنا عند محطات هامة من حياته السياسية: توليه أمانة حزب العدالة والتنمية، تجربته على رأس وزارة الخارجية، القيل جدا من تجربته على رأس الحكومة المغربية….
هي إذن حكايات متعددة ومتشعبة، اختار منها سعد الدين العثماني فقط ما يسمح له به ” واجب التحفظ” ، بل و ” حذره” المفرط، بحكيها، رافضا الحديث عن ” حكايات” أخرى هي من الأهيمية بما كان، معللا رفضه بكون ليس ” كل الحكايات تروى”…