بركة: الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الحل الوحيد لقضية الصحراء

أكد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، خلال ترؤسه مساء أمس السبت بمدينة السمارة، لقاءً تواصليا هاما حول موضوع “الأقاليم الجنوبية للمملكة: دينامية تنموية متواصلة”، على مركزية قضية الصحراء المغربية، مبرزا أن حزب الاستقلال، انسجاما مع توجهات المملكة، يطمح لأن تكون سنة 2025 سنة الحسم والطي النهائي لهذا النزاع المفتعل.
وأوضح بركة خلال التواصلي ذاته الذي نظمه الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بكل من مجلسي النواب والمستشارين، أن ما تحقق من تقدم في قضيتنا الوطنية الأولى هو ثمرة للرؤية الملكية المستنيرة.
وعبّر بركة عن اعتزازه بدور منتخبي الحزب في مواكبة وترسيخ دينامية التنمية بالأقاليم الجنوبية للمملكة والذي بالمناسبة حيا جهودهم في خدمة الوطن والصالح العام، مشددا في الوقت ذاته على أن الأمين العام للأمم المتحدة لا يملك سوى خيارا واحدا يتمثل في اعتماد مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل وحيد لهذا الملف المصطنع.
يشار إلى أن اللقاء التواصلي حول موضوع “الأقاليم الجنوبية للمملكة: دينامية تنموية متواصلة”، عرف مشاركة كل من مولاي حمدي ولد الرشيد، عضو اللجنة التنفيذية ورئيس مجلس جماعة العيون، وسيدي محمد ولد الرشيد، عضو اللجنة التنفيذية ورئيس مجلس المستشارين، وعلال العمراوي، عضو اللجنة التنفيذية ورئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، بالإضافة إلى حضور عدد من الإخوة أعضاء اللجنة التنفيذية ووزراء وبرلمانيي الحزب، إلى جانب الأخ عبد القادر الكيحل، نائب رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين.
كما عرف هذا اللقاء مشاركة كل من سيدي حمدي ولد الرشيد، رئيس مجلس جهة العيون – الساقية الحمراء والأخ محمد سالم البيهي رئيس المجلس الإقليمي للسمارة والأخ مولاي محمد الشريف رئيس مجلس جماعة السمارة والأخ مولاي الزبير حبدي النائب البرلماني للحزب عن الإقليم والأخت فاطمة سيدة النائبة البرلمانية للحزب عن الدائرة الجهوية لجهة العيون الساقية الحمراء ورئيسة جماعة امكالة، بالإضافة إلى حضور كل من الإخوة المفتش العام للحزب ورئيس ديوان الأمين العام للحزب ومدير المركز العام للحزب وعدد من أطر فريقي الحزب بالبرلمان، ورؤساء ومنتخبات ومنتخبي الحزب بالجماعات الترابية والغرف المهنية بجهة العيون الساقية الحمراء.
وأشار بركة إلى أن ترؤس حزب الاستقلال لجهة العيون الساقية الحمراء يمثل مسؤولية كبيرة يتشرف الحزب بتحملها، مؤكدا أن حوالي 50 من منتخبي الحزب بالجهة هم استقلاليات واستقلاليون وهذا وحده مدعاة للفخر والاعتزاز، فيما يقود حزب الاستقلال 55% من الجماعات في أقاليمنا الجنوبية العزيزة، سواء بشكل أحادي أو ضمن تحالفات، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يشكل مناسبة للوقوف عند المنجزات وتقييم أداء النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة.
وأبرز الأمين العام العناية الملكية السامية بالأقاليم الجنوبية لعدة اعتبارات، أبرزها تخصيص نموذج تنموي خاص بهذه الأقاليم، صمم بمشاركة ساكنتها وفق نهج تشاركي وشمولي، انبثق من حاجيات المواطنات والمواطنين. مشددا على مركزية تنمية الأقاليم الجنوبية في الخطابات الملكية السامية، التي أسهمت بشكل مباشر في توجيه ورعاية عملية بلورة وتنزيل هذا النموذج التنموي.
واستعرض بركة ما تحقق من إنجازات أسهمت في فك العزلة عن ساكنة إقليم السمارة ومختلف الأقاليم الجنوبية عموما، من خلال تعزيز الربط الجوي وتطوير شبكة بنية تحتية عصرية، مبرزا أنه سيتم تخصيص اعتمادات مالية سنة 2026 من أجل إعادة تأهيل الطريق بين العيون والسمارة، مشيدا بالجهود المبذولة للقضاء على السكن غير اللائق والعشوائي، واستفادة حوالي 4000 أسرة من تعويضات في إطار مشروع يضمن استفادتهم من سكن يضمن كرامتهم.
كما سجل الأمين العام بفخر قرب الانتهاء من أشغال طريق امكالة الحدودي الرابط بين المغرب وموريتانيا خلال الأسابيع المقبلة، في أفق جعل الجهات الجنوبية قاطرة نحو إفريقيا، تقوي العمق الإفريقي للمغرب، خاصة مع إنجاز الطريق السريع الرابط بين تزنيت والداخلة الذي اكتمل في نونبر 2024، إلى جانب تقدم أشغال ميناء الداخلة الأطلسي، والمبادرة الملكية لتمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي.
وتوقف بركة عند أهمية الأوراش الكبرى لتنمية الأقاليم الجنوبية، التي تهدف إلى جعلها منصة دولية منتجة ومصدرة للطاقات النظيفة، مثل الهيدروجين الأخضر والأمونياك الأخضر، والفوسفاط بمختلف مشتقاته، موضحا أن هذه المشاريع تضع الإنسان والمواطنين بهذه الأقاليم العزيزة في قلب النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، وهو ما يفسر حرص صاحب الجلالة على تحديث هذا النموذج لضمان تنمية شاملة ومستدامة.
وركز الأمين العام على تطوير رؤية مندمجة للأقاليم الجنوبية، تهدف إلى تحقيق التقائية وتنسيق بين مختلف السياسات، ووضع المواطن في صلب النموذج التنموي الجديد لهذه الأقاليم، وشدد على ضرورة الحكامة في نفقات التنمية، مع العمل على تنويع محركات النمو، وتقوية الموارد البشرية من خلال تحسين الخدمات المقدمة للمواطنات والمواطنين، ومواءمة التكوين مع متطلبات سوق العمل، مؤكدا على إعطاء الأولوية لدور القطاع الخاص في خلق فرص الشغل، مع التركيز على بعد التنمية المستدامة للحفاظ على البيئة، وتعزيز مكانة المرأة كفاعل أساسي في التنمية.
وفي هذا الإطار، أكد نزار بركة حرص الحكومة على تطوير البنية التعليمية والتكوينية بجهة العيون الساقية الحمراء، من خلال إحداث جامعة متعددة التخصصات بالسمارة، وبرمجة إحداث قطب تكنولوجي بها إلى جانب إحداث مركز للكفاءات بالعيون، فضلا عن معهد البناء والأشغال العمومية التابع لوزارة التجهيز والماء، وذلك بهدف مواكبة الأوراش الكبرى وتنمية الجهات الجنوبية للمملكة بشكل مستدام.
وشدّد بركة على التزام حزب الاستقلال الدائم بالدفاع عن مجانية الصحة وتحسين جودة الخدمات الصحية، موضحا أن هذا الالتزام تجسد داخل التحالف الحكومي من خلال الرفع في أجور الأطباء والكوادر الصحية، ودعم تدبير الأقطاب الصحية على المستوى الجهوي بدل المركزي، لضمان تمكين كل جهة من وضع استراتيجيتها الصحية الخاصة وإدارة مسارها بشكل فعال.
واختتم بركة كلمته بالإشارة إلى جملة من التحديات التي يتعين رفعها، على رأسها إشكالية التكوين ومعالجة البطالة، مؤكدا أن التغيير المنشود مشروط بضمان استمرار المسار الديمقراطي، مذكرا بأن الأرقام القياسية للمشاركة السياسية تسجلها الأقاليم الجنوبية للمملكة، داعيا إلى الاستمرار على هذا النهج من المشاركة المكثفة كما عهد في هذه الأقاليم، لتعزيز مسار التنمية، مشددا على أن النموذج التنموي ليس محصورا في زمن محدد، بل هو دينامية ومسار يتخلله محطات متواصلة.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب


انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية