البرلمان العربي يدعو إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق مشتركة للتحقيق في الانتهاكات الإسرائيلية
دعا رئيس البرلمان العربي ، عادل بن عبد الرحمن العسومي، اليوم الأربعاء، الأمم المتحدة والاتحاد البرلماني الدولي إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق مشتركة، حكومية وبرلمانية، للتحقيق في الانتهاكات الصارخة لسلطات الاحتلال في مدينة القدس وقطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وطالب العسومي خلال ترؤسه بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، أشغال الجلسة الطارئة لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، بعقد دورة طارئة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لبحث هذه الانتهاكات التي تعصف بأبسط مبادئ وقواعد حقوق الإنسان ، المتعارف عليها عالميا والمنصوص عليها في كافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية ذات الصلة.
كما طالب المحكمة الجنائية الدولية بتطبيق اختصاصها الإقليمي حول الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتحقيق العاجل في الجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال، ومحاكمة مرتكبيها.
ودعا أيضا ، وسائل الإعلام العربية كافة وبمختلف أنواعها، إلى مخاطبة الرأي العام العالمي بلغاته المختلفة ، لحشد الدعم والتأييد اللازم لنصرة القضية الفلسطينية على كافة المستويات.
وأكد رئيس البرلمان العربي، أن القضية الفلسطينية، تمثل قضية الحق والعدل، وتجسد وبحق الأزمة الرئيسية التي تواجه الضمير الإنساني العالمي في العصر الراهن ، خاصة في ظل حالة الصمت الدولي المخزي تجاه ما تقوم به سلطات الاحتلال من اعتداءات سافرة على حقوق الشعب الفلسطيني.
واعتبر أن هذا الاجتماع ، “يمثل رسالة قوية للمجتمع الدولي بأن القضية الفلسطينية راسخة ومتجذرة في قلب كل عربي ، وستظل القضية الأولى والمركزية التي توحدنا جميعا . ولن يقبل الشعب العربي بالمساس بالحقوق المشروعة لأشقائنا الفلسطينيين أو حرمانهم من أبسط حقوقهم في العيش بحرية وكرامة وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس “.
كما جدد التأكيد على المواقف الراسخة للبرلمان العربي تجاه القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها الدعم التام لحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والمشروعة، وعلى رأسها حق تقرير المصير وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، مشيرا إلى أن البرلمان العربي، سيظل في حالة انعقاد دائم، وتواصل مستمر مع كافة البرلمانات الإقليمية والدولية المؤثرة ، لحثها على اتخاذ الخطوات اللازمة لوقف الانتهاكات والاعتداءات التي تقوم بها قوات الاحتلال.
وأضاف ” سنعمل على حشد المواقف البرلمانية الدولية المؤيدة لإدراج هذه المسألة كبند طارئ على اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي المقرر عقدها نهاية الشهر الجاري”.
بدوره، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن العمل الدبلوماسي العربي يتواصل حاليا في أروقة الأمم المتحدة ، ومع عواصم القرار الدولي، بهدف وقف العدوان الإسرائيلي، وتوفير الحماية للفلسطينيين ومحاسبة الاحتلال على ما ارتكبه من جرائم.
وأوضح أبو الغيط، أن القرار العربي يتضمن خطة للتحرك تشارك فيها أذرع العمل العربي المشترك كافة ، ومن بينها البرلمان العربي، داعيا الجميع إلى العمل بشكل حثيث من أجل التواصل مع جميع الفاعليات الدولية، بما فيها المجالس المنتخبة في الدول كافة، بهدف كشف فظائع الاحتلال ومخططاته، ودعوة العالم للتضامن مع الحق الفلسطيني.
وأشار إلى أن “ما حدث في الشيخ جراح يحدث في أحياء أخرى في القدس منذ سنوات وهو ليس نهجا عشوائيا بل خطة متواصلة لعزل المقدسيين عن القدس، وإحاطة البلدة القديمة بحزام متصل من الوجود اليهودي، إرضاء لنزعات يمينية متطرفة ونبوءات دينية قوامها الكراهية والشعور بالاستعلاء”.
وناقشت الجلسة الطارئة الجرائم والانتهاكات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في كافة الأراضي الفلسطينية فضلا عن التهجير القسري لأهالي حي الشيخ جراح، واستمرار سياسة الاستيطان التوسعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويمثل المغرب في هذا الاجتماع، وفد برلماني يضم السادة فاطمة الطوسي عن فريق الأصالة والمعاصرة، وعضوة اللجنة المشتركة لمكافحة الإرهاب بالبرلمان العربي والنائب عبد اللطيف بن يعقوب عن فريق العدالة والتنمية، وبوسلهام الديش عن حزب التجمع الوطني للأحرار.