أزداد مؤسس شعبة علم النفس بالبيضاء: أحلم أن استيقظ يوما على خبر إعلان المغرب عن نهاية الأمية والفقر بمفاهيمه الفكرية والاقتصادية

كشف عبد القادر أزداد، الأستاذ الجامعي الباحث في علم النفس، رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء، لأول مرة تفاصيل تأسيسه لشعبة علم النفس بالدار البيضاء.

واعتبر أزداد، الذي درس علم النفس في كلية ظهر المهراز بفاس وتقلد عدة مناصب مهمة كإطار بوزارة الطاقة والمعادن، قبل أن يغير الوجهة صوب التعليم الجامعي، أن “سنة 2013 كانت محطة أساسية بالنسبة لبداية ظهور بوادر التأسيس لشعبة علم النفس بالنسبة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق بالدار البيضاء، التي كانت تفتقده، وذلك من خلال مشاركتي في أول ندوة نظمت بهذه الكلية بمداخلة تحت عنوان سيرورة اكتساب اللغة ”علم النفس المعرفي وإشكالية الاكتساب ” والتي نالت إعجاب واستحسان الحاضرين بشكل كبير حيث اعتبرتها بمثابة تشجيع أولي لي للسير قدما نحو تحقيق حلم التأسيس لشعبة علم النفس بكلية تفتقد إليها وبمدينة بحجم الدار البيضاء هي في أمس الحاجة إليها”.

وأضاف أزداد في تصريح لـ”سيت أنفو” أنه “بعد تأسيس شعبة علم الاجتماع بالكلية تم تكليفي بتدريس مجموعة من المواد وبالرغم من أن المهمة التي أقوم بها هي مهمة شريفة ومشرفة والتي تتجلى في مزاولتي للتدريس الجامعي غير أنني لم أكن راضيا ولا مطمئنا بشكل كلي، حيث كنت دائما أطمح إلى تأسيس تخصصي الذي هو ”علم النفس” بهذه الكلية إذ أن السؤال الجوهري الذي ظل يطرح دائما في ذهني منذ التحاقي بهذه الكلية هو: لما لا يدرس تخصص علم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق بالدار البيضاء رغم أنها تأسست منذ سنة1981 ؟ ومما زاد من تعلقي بتأسيس شعبة علم النفس بالكلية هو أنني لمست رغبة كبيرة للطلبة في دراسته واستعدادا منقطع النظير لتحصيل المعرفة والتكوين في علم النفس بحب وشغف كبيرين”.

أزداد الذي يعشق التدريس وتبادل المعلومات رفقة طلبته، أوضح أنه عمل جاهدا “رفقة مجموعة من الإخوة الزملاء والعميد السابق للكلية، على تأسيس شعبة علم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق بالدار البيضاء”، مضيفا أن “مدينة بحجم وإمكانيات وعطاءات الدار البيضاء الكثيرة والكبيرة على جميع الأصعدة والمستويات الاقتصادية بالأساس والثقافية والاجتماعية وجب الاهتمام بها ورد الجميل لها من خلال تأسيس شعبة علم النفس وتدريسها كي يستفيد منه أبناؤها وكل أبناء المغرب اللذين يختارونها كوجهة للدراسة الجامعية”.

وتابع قائلا “كمواطن من المغرب العميق أعتبر مدينة الدار البيضاء بمثابة مغرب مصغر وأيضا أرى فيها مختبرا كبيرا يعج بالظواهر القابلة للدراسة من خلال المشاكل والإشكاليات الموجودة فيها لذلك فالدار البيضاء هي في حاجة إلى تدريس علم النفس بكلياتها ومؤسساتها، ولعل هذا ما دفعني إلى التشبث برغبتي القوية في المساهمة في تأسيس هذ التخصص النوعي بكلية عين الشق بالدار البيضاء”.

وعاد أزداد ليؤكد أن تأسيس علم النفس كان تحديا كبيرا بالنسبة له، إذ ليس من السهل التمكن من ذلك في مدينة عملاقة بحجم مدينة الدار البيضاء وسط توافد أعداد هائلة من الطلبة”، موجها شكره لكل من “الأستاذة ليلى الشرقاوي والأستاذ أحمد الرياضي على تضحياتهما الجسام وما يتميزان به من نكران للذات حيث كان لهما دور أساسي في ترسيخ دعائم هذا التخصص وبناء صرحه رفقة زميل فاضل الذي هو الأستاذ عبداللطيف فتح الدين الفيلسوف الرائع حيث عملنا جميعا على رفع التحدي مع هؤلاء الزملاء الذين أسسوا لهذا المسار وواكبوا تدريس الطلبة وتكوينهم ، ورغم الصعوبات والتحديات الكبيرة تمكنا بفضل العزيمة والإرادة والرغبة الكبيرة في النجاح، من التغلب عليها وخاصة بعد التحاق زملاء أخرين فيما بعد، ودليل ذلك هو أننا احتفلنا في السنة الماضية بتخرج الفوج الرابع 2021-2022، بينما تخرج الفوج الأول سنة 2018-2019، وقد ناهز عدد الخريجين منذ تأسيس المسلك إلى الآن حوالي من 1020 خريج خلال الأربع سنوات الماضية”.

وشدد أزداد على أن الفريق المشرف على الشعبة “يمتلك طموحا كبيرا في إحداث تكوينين في الماستر ( ماستر متخصص في طور الاعتماد وماستر أساسي لاحقا) و هناك فريق للبحث في علم النفس ينتمي إلى أحد المختبرات بالمؤسسة عنوانه ”علم النفس والإنسان الثقافة والمجتمع”، يشرف على عدة أطروحات للدكتوراه في نفس التخصص، وتجدر الإشارة إلي أنه ومنذ 28 يوليوز 2022 تحول مسلك علم النفس إلى شعبة حيث تم انتخابي بالإجماع من طرف الزملاء كرئيس للشعبة وهذا شرف كبير لي وتكليف آخر آمل من خلاله تحقيق طموح الطلبة في مختلف مستويات التكوين التي ستعود بالنفع على الكلية و الجامعة و على مدينة الدار البيضاء والجهة والمجتمع بصفة عامة”.

وتحدث أزداد عن الصعوبات التي واجهته في تأسيس علم النفس كمسلك بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء من بينها استقبال عدد كبير من الطلبة، معبرا عن امتنانه لكل من أسهم في وضع علم النفس بالعاصمة الاقتصادية على السكة الصحيحة.

وعن كيفية الارتقاء بعلم النفس بالدار البيضاء من مسلك إلى شعبة أوضح أزداد “كي يتحول التخصص من مسلك إلى شعبة وجب استيفاء العديد من الشروط من بينها عدد الأساتذة ثم الحاجة إلى التخصص، وقد عملت جاهدا لأجل ذلك بالجد والاشتغال، حقيقة لم يكن الأمر سهلا فقد دافعت عن تخصص علم النفس في مجلس المؤسسة ، و تفاعلت لجنة الشؤون البيداغوجية إيجابيا مع مشروع خلق شعبة بهذه الكلية وكان أن وضعت الطلب للسيد العميد الذي أحاله بدوره على لجنة الشؤون البيداغوجية التي وافقت عليه بالإجماع فأحالته على مجلس الجامعة ثم على لجنة الشؤون الأكاديمية، فتمت المصادقة على الطلب بعد نقاشات كبيرة وجهود جبارة كللت بالنجاح ودعم من طرف كثير من الزملاء داخل مجلس الجامعة وكذلك السيدة الرئيسة السابقة للجامعة الوزيرة الحالية المسؤولة عن قطاع التضامن والادماج الاجتماعي والاسرة الأستاذة عواطف حيار”.

وختم أزداد كلامه قائلا “أحلم كثيرا، وأحلامي هي في حد ذاتها مثل عليا، أنا أحلم أن استيقظ يوما على خبر إعلان المغرب عن نهاية الأمية بكل أنواعها، وعن نهاية الفقر بمفاهيمه الفكرية والاقتصادية والقيمية، أحلم أيضا بتكافئ الفرص وبتعليم جيد للجميع وفي جميع الاسلاك، وأحلم بطريق سيار أرضي ومعرفي بكل مناطق المغرب، أحلم أيضا بإعطاء الفرصة للجميع، أتمنى أن تتحقق العدالة المجالية والاقتصادية وأن نعيش في مغرب تسود فيه الرفاهية وروح التضامن والتعايش والقيم المغربية النبيلة التي أسس لها أجدادنا الذين حاربوا الاستعمار في الحواضر و القرى و الجبال من أجل أن يحيى الوطن”.


بسبب العطلة المدرسية.. بلاغ هام من الشركة الوطنية للطرق السيارة

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى