ياسـين حسناوي يكتب: التقاعد اللعين يخطف منا “الأيقونة” حسن خطابي
لا أعلم ماذا يقول قلب وعقل الدكتور حسن خطابي وهو يجمع حقائبه بعد سنوات من العطاء العلمي والأكاديمي، تحت قبعة القانون العام وبين أسوار جامعة الحسن الأول سطات.
ووسط تلك الرقعة المظلمة التي أغرقتها الفضائح والحسابات، ظل الدكتور حسن خطابي كما قلة قليلة من الأساتذة، بمثابة شموع مضيئة، مخففة ظلمة المكان على طلبة حلموا بواقع جميل لكلية ولجامعة يكرهها البعض فقط لأن واضع حجرها الأساس وزير الداخلية والاعلام في زمن مضى، إدريس البصري.
لماذا يوجد نظام التقاعد؟ هل تقدر الجامعة المغربية على تطليق خطابي مكرهة؟ وكيف سنأتي إلى القاعات والمدرجات دونك وأنت الذي علمتنا أسس القانون الدولي، وقواعد العلاقات الدولية؟.
أتذكر ذات يوم سألني صديق قائلا: “السي ياسين قولي كيف داير الأستاذ خطابي في تعامله”، أجبته “رجل حقاني ومعقول ويلى خدمتي غادي تأخذ النقطة ديالك بلا ظلم بلا شطط، أضمن ذلك رغم أني لا اتواصل معه وليست لي به علاقة مباشرة، الا أن طريقة عمله وإنصافه لا تخفى على أحد، على طول الشريط الجامعي من طنجة الى أكادير”.
كلما حضرت لمناقشة رسالة ماستر أو أطروحة دكتوراه، أو جلست منصتا لمداخلة في ندوة محلية أو وطنية، كلما إستفدت، ليس فقط في مجال البحث العلمي، بل دروس في الحياة.
إن الهم الذي يحمله هذا الرجل للتعليم العالي والبحث العلمي، لو حمله الجيل الجديد من أساتذة الجامعة، لكان الواقع أفضل مما هو عليه، ما كنا لنرى فضائح الماستر مقابل المال، ولا الجنس مقال النقط..الخ، لو كان حقا للجامعة إسمها الذي يليق بها، وإن كان طلبة خطابي وزملائه من نفس الطينة يسيرون على النهج ذاته.
في دردشة عبر موقع “واتساب” مع الدكتور محمد عزيز خمريش، وهو رئيس شعبة القانون العام بكلية سطات، وطالب تتلمذ على يد الدكتور حسن خطابي، حصل في تلك الفترة على نقطة 8 وعاد ليجتاز الامتحان الاستدراكي، واليوم هو زميل له في الجامعة، يحمل هم الإصلاح الجامعي ويسير فيه ما استطاع، بعث الأستاذ والصديق خمريش، رسالة نصية قصيرة يقول فيها “الاستاذ حسن الخطابي من أعمدة كلية الحقوق بسطات نتمنى له العمر المديد، تقاعده خسارة كبرى لمختبر الحكامة والتنمية المستدامة، بتواضعه وشهامته رفض قطعيا تكريمه، من قبل شعبة القانون العام”.
يضيف المتحدث نفسه، “الاستاذ والخبير والمؤرخ الدكتور حسن أجمل صورة علمية خطها قلم الله في صفحة الوجود”.
التقاعد الغادر إذن يترك دمعا على الخد وهو يخطف منا الايقونة والباحث في العلاقات الدولية، وأحد المرافعين على القضية الوطنية الأولى، الدكتور حسن خطابي، سنشتاق اليك حتما، وسيظل صوتك ومحاضراتك ترافقنا كالظل، وسنهزم التقاعد “اللعين” ونحن نحضر لقاءاتك العلمية، بصفة صحفيين أو باحثين.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية